responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : لحظ الألحاظ بذيل طبقات الحفاظ نویسنده : ابن فهد    جلد : 1  صفحه : 149
كتابته لها في شرحها[1] له أنه قال: إن الحافظ أبا محمود المقدسي سمع منه شيئا في سنة خمس وأربعين وولع بتخريج أحاديث الإحياء وله من العمر قريب من العشرين سنة.
وكان -رحمه الله تعالى- صالحا خيرا دينا ورعا عفيفا صينا متواضعا حسن النادرة والفكاهة منجمعا ذا أخلاق حسنة منور الشيبة جميل الصورة كثير الوقار قليل الكلام إلا في محل الضرورة فإنه يكثر الانتصار تاركا ما لا يعنيه طارحا للتكلف شديد الاحتراز في الطهارة بحيث إنه يناله بسببها مشقة شديدة لا يصده عن ذلك مرض ولا غيره، وكان لا يلبس إلا ما يتيقن طهارته بأن يطهره بيده أو يطهره له صاحبه شيخنا الحافظ أبو الحسن الهيثمي لا يعتمد في ذلك أصلا على غيره، وله في ذلك أحوال عجيبة لا يخل في حضر ولا سفر ولا في صحة ولا مرض ولم يكن يخرجه الاحتياط في ذلك إلى الوسوسة وكان -رحمه الله تعالى- شديد التواضع لا يرى له على أحد فضلا كثير الحياء ليس بينه وبين أحد شحناء حليما واسع الصدر طويل الروح لا يغضب إلا لأمر عظيم ويزول في الحال، ليس عنده حقد ولا غش ولا حسد لأحد ولا يواجه أحدا بما يكره ولو آذاه وعاداه مع صدعه بالحق وقوة نفسه فيه لا يأخذه في الله لومة لائم، إذا قام في أمر لا يرده عنه أحد لا يقوم شيء دونه، لا يهاب سلطانا ولا أميرا في قول الحق وإن كان مرًّا، يتشدد في موضع الشدة ويلين في موضع اللين وكان -رحمه الله تعالى- كثير التلاوة إذا ركب وافر الحرمة والمهابة نقي العرض ماشيا على طريقة السلف الصالح في المواظبة على قيام الليل وصيام الأيام البيض من كل شهر والست من شوال والجلوس في محله بعد صلاة الصبح مع الصمت إلى أن ترتفع الشمس فيصلي الضحى وعلى الإسماع والإقراء والتدريس والتصنيف، وكان -رحمه الله تعالى- له وظائف من تدريس وتصدير وخطابة ومواعيد وغير ذلك بالقاهرة وحج مرات وجاور بالحرمين الشريفين وولي القضاء والخطابة مع الإمامة في المدينة الشريفة -على الحالِّ بها أفضل الصلاة والسلام.
وكان -رحمه الله تعالى- ذو فضائل جمة من مكارم الأخلاق ومحاسن الشيم والآداب ذا وضاءة ظاهرة وشكالة حسنة كأن في وجهه مصباحا من رآه علم أنه رجل صالح، له المؤلفات المفيدة المشهورة في علم الحديث والتخاريج الحسنة من ذلك "إخبار الأحياء بأخبار الإحياء" في أربع مجلدات فرغ من تسويده في سنة إحدى وخمسين وسبعمائة قرأ عليه شيئا من الحافظ عماد الدين بن كثير وقد بيض منه نحوًا من خمسة وأربعين كراسا

[1] ولعله وفي شرحها له ... إلخ لأن هذا كلام مستقل غير مرتبط بما قبله وقد قدمنا كلام الحافظ العراقي هذا عند ترجمة الحافظ أبي محمود المقدسي المذكور. "الطهطاوي".
نام کتاب : لحظ الألحاظ بذيل طبقات الحفاظ نویسنده : ابن فهد    جلد : 1  صفحه : 149
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست