فالقلب بين ضلوعه ... لم تسلم القلب الضلوع
قد رمت يوم نزالهم ... ألا تحصّنني الدروع
وبرزت ليس سوى القمي? ... ?ص على الحشى شيء دفوع
أجلي تأخّر لم يكن ... بهواي ذلّي والخضوع
ما سرت قطٌّ إلى القتا ... ل وكان من أملي الرجوع
شيم الأولى أنا منهمُ ... والأصل تتبعه الفروع
وما زالت عقارب تلك الداخلة تدب، وريحها العاصفة تهب، وضلوعها تحنق وتحقد، وتضمر الغدر وتعتقد، حتى دخل البلد من واديه، وبدت من المكروه بواديه، وكر عليه الدهر بعوائد وعواديه، وهو مستمسك بعرى لذاته، منغمس فيها بذاته، ملقى بين جواريه، مغتر بودائع ملكه وعواريه، التي استرجعت منه في يومه، ونبهه فواتها من نومه، ولما انتشر الداخلون في البلد، وأوهنوا القوى والجلد، خرج والموت يتسعر في الحاظه، ويتصدر من ألفاظه، وحسامه يعد بمضائه، ويتوقد عند انتضائه، فلقيهم في رحبة القصر وقد ضاق بهم فضاؤها، وتضعضعت من رجتهم أعضاؤها، فحمل فيهم حملة صيرتهم فرقاً، وملأتهم فرقاً، ومازال يوالي عليهم الكر، حتى أوردهم النهر، وما بهم جواد، وأودعهم حشاه كأنهم له فؤاد، ثم انصرف وقد أيقن بانتهاب ماله، وذهاب ملكه وارتحاله، وعاد إلى قصره واستمسك به يومه وليته مانعاً لحوزته، دافعاً للذل عن عزته، وقد عزم على أفظع أمر، وقال يبدي لا بيد عمرو، ثم صرفه تقاه، عما كان نواه، فنزل من القصر بالقسر، إلى قبة الأسر، فقيد للحين، وحان له يوم شر ما ظن أنه يحين، ولما قيدت قدماه، وبعدت عنه رقة الكبل ورحماه، قال يخاطبه: طويل
إليك فلو كانت قيودك أشعرت ... تصرّمَ منها كلّ كفّ ومعصمِ
مخافة من كلُّ الرجال بسيبه ... ومن سيفه في جنّة أو جهنّمِ
ولما آلمه عضه، ولازمه كسره ورضه، وأوهاه ثقله، وأعياه نقله، قال: متقارب
تبدّلت من عزّ ظلّ البنودِ ... بذلّ الحديد وثقل القيودِ
وكانَ حديدي سناناً ذليقاً ... وعضبا رقيقاً صقيل الحديدِ
فقد صار ذاك وذا أدهما ... يعضّ بساقيّ عضّ الأسودِ
ثم جمع هو وأهله وحملتهم الجواري المنشآت، وضمتهم جوانحها كأنهم أموات، بعد