نام کتاب : سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر نویسنده : ابن معصوم الحسني جلد : 1 صفحه : 56
وبلغني أنه كان ينكر على أبيه. عشر قضايا من فتاويه. ثبت لديه بطلانها. ولم ينهض بصحتها برهانها. وكان يقول لولا خطة أخافها. لأشتهر عني خلافها. وله في الأدب محل. لا ينقض ابرامه ولا يحل. ملك به زمام السجع والقريض. وميز بين الصحيح منه والمريض. فمن نثره ما كتبه إلى المنلا علي بن المنلا قاسم مراجعاً له من الطائف سنة ثلاث وأربعين وألف. ما روضة غناء تدفقت أنهارها. وما حديقة حسناء تصادحت أطيارها. وما دوحة أمال أغصانها النسيم. وما سرحة غردت بأفنانها أكمال فأسجعت بصوتها الرخيم. وما هيفاء قد برزت متلثمة بالجمال. وطلعت بأفق الحسن كالهلال. وما الخزامى والمندل الرطب. وما العنبر والعبير إذا فاح وشب. وما الدر المكنون في الصدف. وما ساعات السرور المعدودة من الصدف. بأجل من كتاب ورد فبرد بوروده. غليل مشتاق. وأخجل بورده وعوده. روائح النرجس الغض وما ينثر في الأطباق. قد نظمت قلائد عقيانه أنامل مولى تسنم ذروة المجد. وأبرزته أفكار مخدوم حاز من الفضائل ما فاق به السعد. تختال في رياضه النضرة فرسان البلاغه. فلا تلحق جواده. وترشف حياضه العذبة أرباب الفصاحة والبراعه. مقتفية آثاره كيلا تضل جادة الاصابة والاجاده. قد هب من خلال سطوره نسيمه الرطب. فأشفى العليل. وجرى من بحر منثوره شهده العذب. فبرد اللوعة وأطفى الغليل. وانتشرت أزهار حدائقه فما الدر المنظوم لها بمثيل. وسطعت شموس آفاقه قائلة ألا أيها الليل الطويل. وأسفر صبح طرسه بعد ما تلثم بديجور مداده. فحار النظر إذ ذاك بين بياض طرته وحالك سواده. ووقف العقل عند تفضيل كل منهما. وحكم حاكم الانصاف أن لا تفاضل بينهما. حيت أقام كل منهما على ما ادعاه البرهان. فعلم المخلص حينئذ إنهما فرسا رهان. فالله تعالى يبقى ناشر لوائه. وفارس بيدائه. راقياً إلى معارج السعود. باقياً بالمعزة والجلالة إلى أن يقوم الناس ليوم مشهود.
آمين آمين لا أرضى بواحدة ... حتى أضيف لها ألف آمينا
هذا وما ذكره المولى بكتابه. وشكاه في طي خطابه. من مقاساته ألم الفراق. واشتياقه إلى ساعات التلاق. فهذه الشكوي. هي عين ما يجده المخلص من البلوى. استغفر الله الأحد. هل ما بالمحب أزيد وأشد.
وليس يمكنني شرح الغرام لكم ... وكيف يمكن وضع النار في الورق
غير إنه إذا تزايد به الشغف. واشتعلت بفؤاده نيران الأسا والأسف. أخذ يتسلى في رياض ذلك الكتاب. ويسلي نفسه بما تضمنه ذلك الخطاب. فيشاهد إذ ذاك ذات مهديه. عند ما يمر النظر فيه.
لا أستلذ بغير وجهك منظراً ... وسوى حديثك لا ألذ سماعا
والله المسئول أن يطوي مشقة البين من البين. ويقربكم في أشرف البقاع العين. إنه الجدير بالاجابه. وولي الانابه. ثم ما شرحه المولى من تلقيه الأهوية التي على خلاف هواه. وتقلبه في حر ذلك السموم اللافح وجوه أعداه. واعتياضه عن الأنهار الجارية بالخوض في بحار العرق. وتشاغله في مسامرة الأنجم الزواهر في جنح الغسق. وعدم وجد إنه فرصة إلى التنزه ولو إلى الأجداث الدوارس. وتعذر إسعافه بخل محادث ومجالس. وإن المملوك يستنشق روائح الأزهار. ويختال في الرياض المحفوفة بالنرجس والبهار. ويتنزه من حديقة إلى حديقه. ويتملى بزخارفها الأنيقه. فوالله إن حر ذلك السموم أطيب عندي من هذا النسيم. والخوض في بحار ذلك العرق أعذب إلي من هذه الأنهار التي يشفى بمائها السقيم. وتنزهي مع ذلك الخل بهاتيك النواحي الجليلة المقدار. أشهى لدي من الجولان بهذه الرياض المحفوفة بأنواع الأزهار. وأسأل الله تعالى. وأرجو فضله الذي لم يزل يتوالى. العود إلى الوطن. والرجوع إلى الاخلآء والسكن. لنتملى بتلك الذات الشريفة. والحضرة المنيفه. والسلام. فأجابه المنلا على المذكور بقوله
يا أهيل الحجاز إن حكم الده ... ريين قصآء حتم ارادي
فغرامي القديم فيكم غرامي ... وودادي كما عهدتم ودادي
قد سكنتم من الفؤاد سويدا ... هـ ومن مقلتي سواء السواد
نام کتاب : سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر نویسنده : ابن معصوم الحسني جلد : 1 صفحه : 56