نام کتاب : سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر نویسنده : ابن معصوم الحسني جلد : 1 صفحه : 46
ويقوده الليث الغضنفر معلماً ... من كل شثن اللبدتين غضنفر
تخذ القبول من الدبور وسار في ... جمع الهرقل وعزمة الاسكندر
في فتية صده الدروع عبيرهم ... وخلقوهم علق النجيع الأحمر
لا يأكل السرحان شلو طعينهم ... ما عليه من القنا المتكسر
أًنسوا بهجران الأنيس كأنهم ... في عبقري البيد جنة عبقر
يغشون بالبيد القفار وإنما ... تلد السنبتي في اليباب المقفر
فرواية الصنديد تخبر عنهم ... وأسامة الصديق أصدق مخبر
قد جاوروا أجم الضواري حولهم ... فإذا هم زأروا بها لم تزأًر
ومشوا على قطع النفوس كأنما ... تجري سنابك خيلهم في مرمر
قوم يبيت على الحشايا غيرهم ... ومبيتهم فوق الجياد الضمر
وتظل تسبح في الدماء قبابهم ... فكأنهن سفائن في أبحر
فحياضهم من كل مهجة خالع ... وخيامهم من كل لبدة قسور
من كل أهرت كلح ذي لبدة ... أو كل أبيض واضح ذي مظفر
حي من الأعراب إلا أنهم ... يردون ماء الأمن غير مكدر
راحوا إلى أم الريال عشية ... وغدوا إلى طيب الكثيب الأعفر
طردوا الأوابد في الفدافد طردهم ... للاعوجية في مجال العثير
ركبوا إليها يوم لهو قنيصهم ... في زيهم يوم الخميس المصخر
إنا لتجمعنا وهذا الحي من ... بكر أذمة سالف لم تخفر
أخلاقنا فكأننا من نسبة ... ولداتنا فكانتا من عنصر
اللابسين من الجلود الهبر ما ... أغناهم عن لامة وسنور
لي منهم سيف إذا جردته ... يوماً ضربت به رقاب الأعصر
وفتكت بالزمن المدجج فتكة ... البراض يوم هاجين ابن المنذر
صعب إذا نوب الخطوب استصعبت ... متنمر للحادث المتنمر
فإذا عفا لم تلق غير مملك ... وإذا سطا لم تلق غير معفر
وكفاك من حب السماحة إنها ... منه بموضع مقلة من محجر
فغمامه من رحمة وعراصه ... من جنة ويمينه من كوثر
يحكى أنه أنشد هذه القصيدة وممدوحه راكب في جيشه فلما أنشد قوله
بني العوالي السمهرية والمواضي ... المشرفية والعديد الأكثر
من منكم الملك المطاع كأنه ... تحت السوابغ تبع في حمير
ترجل العسكر كله ولم يبق أحد راكباً سوى الممدوح فلا يعلم سؤال كان جوابه نزول عسكر جرار غيره ومن الغريب ما توهمه بعض أهل العصر إن ابن هانيء مدح بهذه القصيدة سيف الدولة بن حمدان ممدوح المتنبي ويستدل على ذلك بقوله فيها
لي منهم سيف إذا جردته ... يوماً ضربت به رقاب الأعصر
كيف وابن هانىء لم يدخل المشرق قط كما ذكره القاضي ابن خلكان وأما الاستدلال بالبيت فليس بشيء فإن الشعراء تشبه الممدوح بالسيف والسنان وبالسهم كما قال ابن هانىء من قصيدة أخرى في جعفر
إذ عيشنا في مثل دولة جعفر ... والعدل فينا ضاحك والنائل
ندعوه سيفاً والمنية حده ... وسنان جد والكتيبة عامل
وقد وقفت في ديوان حسان بن ثابت شاعر النبي صلى الله عليه وسلم على قصيدة في وزان قصيدة ابن هانيء الرائية ورويها يفتخر فيها بقومه ويعدد أفعالهم وقد رأيت ايرادها هنا فإنها في غاية الحسن وديوانه قليل الوجود وهي
أنسيم ريقك أختٍ آل العنبر ... هذا أم استنشاقه من مجمر
أبديد ثغرك ما أرى أم لمحة ... من بارق أم معدن من جوهر
أودعتني بلحاظ ثغرك حرقة ... الهبت جمرتها بطرف أحور
ونشرت فرعك فوق متن واضح ... وطويت كشحك فوق خصر مضمر
قولي لطرفك أن يكف عن الحشا ... سطوات نيران الهوى ثم اهجري
نام کتاب : سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر نویسنده : ابن معصوم الحسني جلد : 1 صفحه : 46