responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر نویسنده : ابن معصوم الحسني    جلد : 1  صفحه : 30
وانظر إلى خده إذ مده شركا ... للصيد فاقتنص الألباب وافترسا
وزان إذ بان من محمرّه طرف ... للورد فاستل منه الطرف واحتبسا
وكيف لا وهو ذو الطرف الكحيل وذو ... الوصف الجميل وممدوح بكل لسان
ما فيه عيب سوى أخلاف موعده ... فالقلب عن مطله ما زال منفحسا
والوعد كالرعد منه ليس فيه سوى ... فراقع تشبه البوقات والجرسا
لكنه إن أتى يوماً بحربته ... تزلزل الكون خوفاً منه وارتجسا
وحيث قد صار مجلواً بأثمدكم ... قد زاد نوراً على نور فلا انطمسا
لأجل ذا ما مسحنا الكحل أجمعه ... بل قد بقى منه شيء يذهب الغمسا
وأسلم ودم في مقام قد سما شرفاً ... على السها وبعين الله قد حرسا
وأعجب لتحرير رام في أصابته ... عين المعمى وإن أخطا به وأسا
بقيت مستخدماً عين العلا أبداً ... ولم يزل كل فضل منك مقتبسا
فكتب إليه القاضي راجعاً ثانياً
تتابعت من أياديك التي غرست ... رياض مدحي سحب غيثها انبجسا
لم أقض وسميّها شكراً فكيف وقد ... أولت فعلت ووالى العدّ من غرسا
ثم انثنى لمحاجاتي بتعمية ... ما نال فكري من مصباحها قبسا
ظناً بأني في يوم الرهان له ... ندّ وإني وإياه به فرسا
رفقاً فما مدرك شأ والضليع ولا ... غباره ضالع من شمه يئسا
ولا ذبالة فهم جوّه حلك ... تحكى ذكاء ذكاء جوّه شمسا
كلا ولا ذو لسان قائل طلق ... كذى لسان بسجن العيّ قد حبسا
أخرستني فاقم لي منك معذرة ... إن لم أفه فمحال نطق من خرسا
لكن أشير إلى كشف الغطا لترى ... مذكراً قد يرى أنثى إذ التمسا
تأنيثه صفة محمودة عهدت ... كم نفّست قبض طبع لم يجد نفسا
ومن بدا ذكراً في زي ذات حرٍ ... لم يلتحق برجال لا ولا بنسا
فأعجب له من معمى مشكل أبدا ... وانظر لأشكاله بعد البيان عسى
وقد أزاحت لنا أشكاله صفة ... له تزيل الخفا عنه إذا التبسا
يحنو حشاه إذا يا صاح لاذ به ... أبو ابن آوى لفقد ابن له ومسا
ثم التناسب لا يخفاك بينهما ... وعلة الضم إذ هذا بذا أنسا
هذا واستغفر الله العظيم فقد ... جرى اللسان بما أخطا به وأسا
ولما نظم الشيخ غرس الدين الخليلي قوله في أهل مكة عام وروده إليها ورأى عدم التفاتهم إليه وهو
جيران مكة جيران الآله لذا ... لا يعبؤن بمن قد غاب أو حضرا
لولا الطبيعة عاقتهم لكان لهم ... إسراء روح بسر السر قد ظفرا
انتدب لجوابه أكثر علماء العصر وأدبائه فكان ممن أجابه الامام المذكور بقوله
أم القرى معدن التقوى بروضتها ... ذات المحاسن غرس الدين قد ظهرا
ولاح زهر رباه عند ما انفتقت ... أكمامه وأرانا الأنجم الزهرا
وفاح عطر شذاه من خمائله ... فأصبح الكون من أرواحه عطرا
وأينعت بالهدي أثماره بكراً ... وغردت بالتقى أطياره سحرا
وأهل مكة غرس الدين فاجتن من ... أغصانه ثمر التقوى وكن ثمرا
فإنهم صفوة المولى وخيرته ... من خلقه ولهم في الفضل ما اشتهرا
سموا فخاراً وطابوا محتداً وزكوا ... أصلاً وعلماً وطالوا مرتقى وذرى
وكل فضل فعنهم قد روى ورؤى ... وكل سر فمنهم في الوجود سرى
وكيف لا وهم أهل الآله وفي ... جواره وقد امتازوا بما ذكرا
لا يشهدون سوى مولاهم فلذا ... لا يعبؤن بمن قد غاب أو حضرا
وحيث كانوا كما قد قلت حق لهم ... أسراء روح بسر السر قد ظفروا

نام کتاب : سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر نویسنده : ابن معصوم الحسني    جلد : 1  صفحه : 30
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست