نام کتاب : سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر نویسنده : ابن معصوم الحسني جلد : 1 صفحه : 29
وجهت فكرك في أوصافه قيدت ... وجيهة زاد توجيهها قدسا
ما سمته الفهم الأعزّ مدركه ... لولا سنا منك أبدى منه ما التسا
فلاح لي من خلال الرمزحين بدا ... بآخر الروم معني عز ملتمسا
إن اصطبارك محمود ودل على ... محموده مرة أخري كما التمسا
حيث المقدم من حم صيره ... عين المؤخر فأنظر مدعاه عسى
وبالمقدم والتالي أشار إلي ... نتيجة هي ودّ بعد ذاك رسا
فأعجب له من معمي وهو ذو بصر ... قد حله كحل يجلوه فانطمسا
وزال إذ ذاك كل الكحل منه ولم ... تكن له قدم للسعي فاحتبسا
وبعد ذا فله وعد وليس يرى ... انجازه وهو محمود بكل لسان
وقد أشار لسان الاكتفاء إلى ... إني أرد لسان القول منحبسا
ستراً على متى باريت سحبك من ... عجزي ومن ذا يباري الغيث منجسا
فأغفر جناية بخسي درّ نظمك إذ ... من قابل الدر بالأصداف قد بخسا
بقيت ما حملت ريح الصبا نفساً ... من نشر زهر بروض الطرس قد غرسا
فراجعه الامام المذكور بقوله
قلدت من درك المنظوم لابخسا ... جيد الفضائل عقداً قظ ما لبسا
وصغت منثوره تاجاً علا وغلا ... قدراً وسعراً ولا والله ما وكسا
لأنه تاج تاج الدين من فخرت ... به الرياسة وازدادت به قدسا
قس الفصاحة سحبان البلاغة بل ... أعلى فلو جارياه فيه ما تعسا
من راض صعب المعاني بالحجا فغدا ... سهلاً وكنا نراه جامحاً شرسا
وزمّ أنف ألقوا في حين مارسها ... فطاوعت إذ رأته ماهراً مرسا
رب الشهامة والقدر الرفيع فلا ... يرى على الضيم والاذلال منكبسا
فخذ حديث المعالي عنه متصلا ... ثم أروه عالي الاسناد للجلسا
عن نفسه عن أبيه طاب مضجعه ... عن جده الندب عن أسلافه الرؤسا
فياله مفرداً في الجمع مرتفعاً ... عن أن يثني به من كان مشتكسا
وألمعياً فلا تخطي فراسته ... في كل أمر ويأتي طبق ما حدسا
أجل ومصداق هذا ما أجاب به ... عن مشكل في معمى جن والتبسا
في ضمن بستان نظم فائق صنع ... يسمو على الدر والياقوت حين يسار
سرحت طرفي وقلبي في خمائله ... ليقطفا لي مما فيه قد غرسا
فألفيا زهرة الدنيا التي اقتطفت ... يدا زهير واخرى حسبما التمسا
فأنعش الروح مني بعد ما خمدت ... إذا نشقا فيّ من أرواحه نفسا
عود لبدء وقد كان المشار له ... في لجة اللبس والأشكال منغمسا
فحل ما فيه مولانا بحكمته ... فرقّ طبعاً وأضحي ليّناً سلسا
وفاز بالأجر حقّاً حين عامله ... بالصبر حتى برى من بعد ما يئسا
فها هو الآن محمود وحيث غدا ... دواؤه منه لم يمسسه قط أسا
لكنه وافق الداعي وخالفه ... ولم يجبه إلى ما ظن أو هجسا
فأبرز العنصر المائي منهمراً ... وخلف العنصر الريحيّ متخبسا
فالحمد لله رب العالمين على ... سلامة الناس منه عند ما انبجسا
هذا وقد لاح من تلويح سيدنا ... وجه لهذا المعمى زاده أنسا
إذ صارت العين عين الكحل منه وقد ... ألقي عصاه وأبدى عدّ منطمسا
فجاء يشكي ويبكي حيث فارقه ... عكازه فتراه حائراً عبسا
فأعجب لهذا المعمي في تنقله ... في كل طور وشكل بكرة ومسا
وكل شكل بدا فيه له لقب ... أعرضت عن ذكره كيلا بذاك يسا
نام کتاب : سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر نویسنده : ابن معصوم الحسني جلد : 1 صفحه : 29