عمر أنا أبو طاهر بن خزيمة أنا أبو العباس السراج نا قتيبة بن سعيد نا عبد العزيز الدراوردي عن عمرو بن أبي عمرو عن الأعرج [1] عن أبي هريرة أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال (احتج ادم وموسى فقال موسى يا ادم خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه ثم أمر الملائكة فسجدوا لك ثم أمرك أن تسكن الجنة فتأكل منها رغدا حيث شئت ونهاك عن شجرة واحدة فعصيت ربك فأكلت منها فقال يا موسى ألم تعلم أن الله قدر ذلك علي قبل أن يخلقني فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لقد حج ادم موسى لقد حج ادم موسى) أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر أنا أبو طالب محمد بن علي بن الفتح الحربي نا أبو الحسين محمد بن أحمد الواعظ نا أبو علي محمد بن محمد بن أبي حذيفة نا بكار بن قتيبة نا صفوان بن عيسى نا الحارث بن عبد الرحمن أخبرني يزيد بن هرمز عن أبي هريرة قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) احتج ادم وموسى عليهما السلام فقال موسى أنت ادم خلقك الله بيده وأسجد لك الملائكة وأسكنك الجنة فأهبطتنا وأهبطت الناس إلى الأرض بخطيئتك فقال ادم أنت موسى الذي اصطفاك الله برسالته وقربك نجيا وأنزل عليك التوراة فبكم تجد التوراة كتبت قال قبل أن يخلق بأربعين سنة قال فوجدت فيها " فعصى ادم ربه فغوى " [2] قال نعم قال فتلومني على ذنب عملته كتبه الله علي قبل أن يخلقني بأربعين سنة قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فحج ادم موسى " [3] وهذا الحديث قد جاء من وجوه كثيرة وله عندي طرق اقتصرت منها على ما ذكرت (4) [1] اسمه عبد الرحمن بن هرمز أبو داود المدني ترجمته في سير الاعلام 5 / 69 [2] سورة طه الاية: 121 [3] الحديث نقله ابن كثير في البداية والنهاية 1 / 93
(4) نقل أكثر هذه الاحاديث ابن كثير في البداية 1 / 91 وما بعدها تحت عنوان احتجاج آدم وموسى عليهما السلام
قال ابن كثير - بعد أن ذكر الحديث بمختلف طرقه - 1 / 94:
وقد اختلفت مسالك الناس في هذا الحديث فرده قوم من القدرية لما تضمن من إثبات القدر السابق
واحتج به قوم من الجبرية وهو ظاهر لهم بادي الرأي حيث قال: " فحج آدم موسى " لما احتج عليه بتقديم كتابه