responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ دمشق نویسنده : ابن عساكر، أبو القاسم    جلد : 16  صفحه : 414
عجبا يقول موسى عجب [1] من أثر الحوت ودوراته التي غاب فيها قال ذلك ما كنا نبغي قال موسى فذاك حيث أخبرت أني أجد الخضر حيث يفارقني الحوت قال فارتدا على آثارهما قصصا يقال اتباع موسى ويوشع أثر الحوت في البحر وهما راجعان على ساحل البحر قال فوجدا عبدا من عبادنا يقول فوجدا خضرا قال أتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما قال قال الله تعالى " وفوق كل ذي علم عليم " فصحب موسى الخضر فكان من شأنهما ما قص الله في كتابه أخبرنا أبو العباس أحمد بن الفضل بن أحمد أنا أبو بكر أحمد بن الفضل بن محمد الباطرقاني نا أبو بكر محمد بن علي بن أحمد الخطيب نا أبو جعفر محمد بن الحسن البزار بباب الطاق (") نا محمد بن المعافى الصيداوي بصور نا أبو يحيى زكريا بن يحيى الوقار قال قرئ على عبد الله بن وهب وأنا أسمع قال الثوري قال مجالد قال أبو الوداك قال أبو سعيد الخدري قال عمر بن الخطاب قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال أخي موسى يا رب ذكر كلمة فأتاه الخضر وهو فتى طيب الريح حسن بياض الثياب مشمرها فقال السلام عليك ورحمة الله يا موسى بن عمران إن ربك يقرأ عليك السلام قال موسى هو السلام وإليه السلام والحمد لله رب العالمين الذي لا أحصي نعمه ولا أقدر على أن أشكره إلا بمعونته ثم قال موسى أريد أن توصيني بوصية ينفعني الله بها بعدك قال الخضر يا طالب العلم إن القائل أقل ملالة من المستمع فلا تمل جلسائك إذا حادثتهم واعلم أن قلبك وعاء فانظر ماذا تحشو [3] به وعاؤك واعزف [4] عن الدنيا وانبذها وراءك فإنها ليست لك بدار ولا لك فيها محل قرار وإنما جعلت بلغة للعباد والتزود منها للمعاد ورد [5] نفسك على الصبر تخلص من الإثم ثم يا موسى تفرغ للعلم إن كنت تريده فإنما العلم لمن تفرغ له ولا تكن مكثارا بالمنطق مهدارا فإن كثرة المنطق تشين العلماء وتبدي مساوئ السخفاء ولكن عليك بالاقتصاد فإن ذلك من التوفيق والسداد واعرض عن الجهال وباطلهم

[1] وقيل إن لفظة " عجب " من تمام كلام يوشع بن نون وقيل: من كلام الله تعالى
(2) باب الطاق محلة كبيرة ببغداد بالجانب الشرقي (ياقوت)
[3] الاصل: " تحشر " والمثبت عن ابن العديم
[4] في ابن العديم: وانحرف
[5] في ابن العديم والمختصر: ورض
نام کتاب : تاريخ دمشق نویسنده : ابن عساكر، أبو القاسم    جلد : 16  صفحه : 414
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست