نام کتاب : بغية الطلب فى تاريخ حلب نویسنده : ابن العديم جلد : 7 صفحه : 3508
فان صار وإلّا أعفاه من ذلك، فانطلق الرسول حتى أنى دعبلا في منزله، وخبره كيف كان السبب في ذكره، وأشار عليه بالمصير اليه، فانطلق دعبل معه، فلما مثل بين يديه سلم فرد عليه هارون السلام وقربه ورحب به حتى سكن رعبه، واستنشده الشعر فأنشده، وأعجب به وأقام عنده يمتدحه، وأجرى عليه الرشيد أجزل جراية وأسناها، وكان الرشيد أول من ضراه على قول الشعر وبعثه عليه، فو الله ما كان إلا بعد ما غيب هارون في حفرته اذ أنشأ يمتدح آل الرسول صلى الله عليه وسلم ويهجو الرشيد فمن ذلك قوله:
وليس حي من الاحياء تعرفه ... من ذي كان ولا بكر ولا مضر
إلا وهم شركاء في دمائهم ... كما يشارك أيسار على جزر
قتل وأسر وتحريق ومنهبة ... فعل الغزاة بأهل الروم والخزر
أرى أمية معذورين ان قتلوا ... ولا أرى لبني العباس من عذر
أبناء حرب ومروان وأسرتهم ... بنو معيط ولاه الحقد والوغر
(326- ظ)
قوم قتلتم على الاسلام أولهم ... حتى اذا استمسكوا حازوا على الكفر
أربع بطوس على القبر الزكي به ... ان كنت تربع من دين على وطر
قبران في طوس خير الناس كلهم ... وقبر شرهم هذا من العبر «1»
ما ينفع النحس من قرب الزكي ولا ... على الزكي بقرب النحس من ضرر
هيهات كل امرئ رهن بما كسبت ... يداه حقا فخذ ما شئت أو فذر «2»
قال العباس: والقبران اللذان ذكرهما بطرس: قبر هارون، والآخر قبر الرضا علي بن موسى «3» ، فو الله ما كافأه وكان سبب نعمته بعد الله عز وجل، فهذه واحدة يا صيني وأما الثانية فإنه لما استخلفه المأمون جعل يطلب دعبلا الى أن كان من أمره
نام کتاب : بغية الطلب فى تاريخ حلب نویسنده : ابن العديم جلد : 7 صفحه : 3508