نام کتاب : بغية الطلب فى تاريخ حلب نویسنده : ابن العديم جلد : 7 صفحه : 3079
الكوفة متنزها إذ حضره أعرابي فقال: يا أعرابي أين تريد؟ قال: هذه القرية- يعني الكوفة- قال: وماذا تحاول بها؟ قال: قصدت خالد عبد الله متعرضا لمعروفه، قال: فهل تعرفه؟ قال: لا، قال: فهل بينك وبينه قرابة؟ قال: لا ولكن لما بلغني من بذله المعروف، وقد قلت فيه شعرا أتقرب به إليه، قال خالد: فأنشدني ما قلت: فأنشأ يقول:
إليك ابن كرز الخير أقبلت راغبا ... لتجبر مني ما وهى وتبددا
إلى الماجد البهلول ذي الحلم والندى ... وأكرم خلق الله فرعا ومحتدا
إذا ما أناس قصروا بفعالهم ... نهضت فلم تلفى هنا لك مقعدا
فيالك بحرا يغمر الناس موجه ... إذا يسأل المعروف جاش وأزبدا
بلوت ابن عبد الله في كل موطن ... فألفيت خير الناس نفسا وأمجدا
فلو كان في الدنيا من الناس خالد ... لجود بمعروف لكنت مخلدا
فلا تحرمني منك ما قد رجوته ... فيصبح وجهي كالح اللون أربدا
فحفظ خالد الشعر، وقال له: انطلق صنع الله لك، فلما كان من غد دخل الناس الى خالد واستوى السماطان بين يديه، تقدم الأعرابي وهو يقول:
إليك ابن كرز الخير أقبلت راغبا ...
فأشار إليه خالد بيده أن اسكت، ثم أنشد خالد بقية الشعر، وقال له:
يا أعرابي قد قيل هذا (41- ظ) الشعر قبل قولك، فتحير الأعرابي وورد عليه ما أدهشه، وقال: تالله ما رأيت كاليوم شيئا لخيبة وحرمان، فانصرف وأتبعه خالد برسول ليسمع ما يقول، فسمعه الرسول يقول:
ألا في سبيل الله ما كنت أرتجي ... لديه وما لاقيت من نكد الجهد
دخلت على بحر يجود بماله ... ويعطي كثير المال في طلب الحمد
فحالفني الجد المشوم لشقوتي ... وقاربني نحسي وفارقني سعدي
فلو كان لي رزق لديه لنلته ... ولكنه أمر من الواحد الفرد
فقال له الرسول: أجب الأمير فلما انتهى الى خالد قال له: كيف قلت؟
فأنشده، ثم استعاده فأعاده ثلاثا إعجابا منه به ثم أمر له بعشرة آلاف درهم.
نام کتاب : بغية الطلب فى تاريخ حلب نویسنده : ابن العديم جلد : 7 صفحه : 3079