responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الضوء اللامع لأهل القرن التاسع نویسنده : السخاوي، شمس الدين    جلد : 4  صفحه : 274
بِصَوْتِهِ الشجي المنعش حَتَّى ارْتقى إِلَى غَايَة شريفة فِي الْخَيْر سِيمَا وَهُوَ يتَوَجَّه فِي كل سنة إِلَى الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة وَيُقِيم غَالِبا بهَا نصف سنة وَرُبمَا أَقَامَ بهَا سنة كَامِلَة بل جمع بَين الْمَسَاجِد الثَّلَاثَة فِي عَام وَاحِد فَإِنَّهُ توجه فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ من مَكَّة إِلَى الْمَدِينَة ثمَّ إِلَى الينبع ثمَّ فِي الْبر إِلَى الْقَاهِرَة فَأَقَامَ بهَا يَوْمَيْنِ أَو ثَلَاثَة مختفيا ثمَّ توجه إِلَى بَيت الْمُقَدّس فزار ثمَّ رَجَعَ)
إِلَى بَلَده، وَكثر اخْتِصَاص أولى الْأَصْوَات اللينة وَنَحْوهم وَهُوَ يزِيد فِي الاحسان إِلَيْهِم مَعَ حسن توجه فِي التِّلَاوَة والانشاد وَجلد على السهر فِي الاذكار والاوراد وخشوع عِنْد الزِّيَارَة وخضوع فِي الْعبارَة وميل إِلَى الوفائية وَنَحْوهم وَإِلَى التنزة والبروز إِلَى الفضاء والحدائق بالحرمين سِيمَا مَسْجِد قبَاء ومشهد حَمْزَة وَإِذا خرج يذهب مَعَه بِمَا يُنَاسب الْوَقْت من المآكل والطرف وَنَحْوهَا وَلذَا غَيره كثرت دُيُونه بِحَيْثُ أَخْبرنِي انها تقَارب ثَلَاثَة آلَاف دِينَار وَأَنْشَأَ بِكُل من الْحَرَمَيْنِ بَيْتا وَأسْندَ الخواجا حُسَيْن بن قاوان إِلَيْهِ وَصيته فِي آخَرين وَلم يسلم فِي كل من منتقد خُصُوصا وَهُوَ يتعالى غَالِبا عَن الِاجْتِمَاع مَعَ جلّ رفاقه الْقُضَاة حَتَّى لَا يجلس فِي مَحل لَا يرضاه وَقد رافقته فِي التَّوَجُّه من مَكَّة إِلَى الْمَدِينَة فِي سنة سبع وَثَمَانِينَ فحمدت مرافقته وافضاله وَكثر اجتماعنا فِي الْمَوْضِعَيْنِ وزرنا جَمِيعًا كثيرا من مشَاهد الْمَدِينَة كقبا وَالسَّيِّد حَمْزَة والعوالي وَسمع مني بل كتبت عَنهُ من نظمه وَعِنْده من تصانيفي عدَّة وَكتبه ترد عَليّ بالثناء الْبَالِغ وَالْوَصْف بشيخ الاسلام بل قَالَ بحضرتي فِي مجاورتي الرَّابِعَة للْقَاضِي الشَّافِعِي لم يخلف شَيخنَا الْأمين الاقصرائي فِي طَرِيقَته مَعَ أهل الْحَرَمَيْنِ وَكَذَا وَكَذَا إِلَّا فلَان وَمرَّة هُوَ غيث بِكُل زمَان حل بِهِ نفع أَهله إِلَى غَيرهَا ثمَّ تزايد من الافضال وَالثنَاء حَتَّى بأمير الْحَرَمَيْنِ فِي التمَاس اقتفائي فِي الزِّيَارَة حِين تَوَجُّهِي فِي قافلته سنة وَفَاته إِلَى أَن مَاتَ وَذَلِكَ فِي ضحى يَوْم الْخَمِيس رَابِع عشر شعْبَان سنة ثَمَان وَتِسْعين بعد تعلل نَحْو نصف شهر شَهِيدا بالاسهال وَصلى عَلَيْهِ بعد عصره بالروضة، وَدفن بِالبَقِيعِ بعد الْعَصْر من لَيْلَة الْجُمُعَة الْمُوَافقَة لَيْلَة نصف شعْبَان عِنْد قبر أمه وأخيه وتأسفنا على فَقده عوضه الله الْجنَّة ورحمه. وَمِمَّا كتبه إِلَى:
(سَلام عَلَيْكُم من مشوق متيم ... يود لقاكم كل حِين بِمَكَّة)

(وَيسْأل رب الْعَرْش فِي كل لَحْظَة ... قريب اجْتِمَاع عِنْد بَيت وكعبة)

(ولطفا بِنَا فِيمَا قَضَاهُ الهنا ... ويكشف عَنَّا كل سوء وكربة)

(ويجعلنا من أهل صدق وداده ... ويحجبنا عَن كل ضيق وفتنة)

نام کتاب : الضوء اللامع لأهل القرن التاسع نویسنده : السخاوي، شمس الدين    جلد : 4  صفحه : 274
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست