responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الضوء اللامع لأهل القرن التاسع نویسنده : السخاوي، شمس الدين    جلد : 4  صفحه : 25
ابْن الْبَارِزِيّ فِي سَابِع ذِي الْقعدَة سنة أَربع وَعشْرين فَلَمَّا اسْتَقر الاشرف بَالغ فِي التَّقْرِيب بالتقادم والتحف وَفتح لَهُ أبوابا فِي جَمِيع الْأَمْوَال وَأَنْشَأَ العمائر فَزَاد اخْتِصَاصه بِهِ)
وَصَارَ هُوَ الْمعول عَلَيْهِ والمشار فِي دولته إِلَيْهِ مَعَ كَونه لم يسلم غَالِبا من معاند لَهُ عِنْده كالدوادار الثَّانِي جَانِبك والبدري بن مزهر وجوهر القنقباي إِلَّا أَن مزِيد خدمته بِنَفسِهِ وَبِمَا يجلبه إِلَيْهِ بل وَإِلَى من شَاءَ الله مِنْهُم قاهرة لَهُم، وأضيف إِلَيْهِ أَمر الْوزر والاستادارية فسدهما بِنَفسِهِ وببعض خدمه إِلَى أَن مَاتَ الْأَشْرَف وَاسْتقر ابْنه الْعَزِيز، وَكَانَ من أعظم القائمين فِي سلطنته وَمَعَ ذَلِك فأهين من بعض الخاصكية الأشرفية بالْكلَام وَاحْتَاجَ إِلَى الانتماء إِلَى الأتابك جقمق، وَلم يلبث أَن صَار الْأَمر إِلَيْهِ فَخلع عَلَيْهِ باستمراره فِي نظر الْجَيْش ثمَّ قبض عَلَيْهِ وحبسه بالمقعد على بَاب البحرة المطل على الحوش من القلعة فِي ثامن عشري ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وصمم على أَخذ ألف ألف دِينَار فتلطف بِهِ صهره الكمالي بن الْبَارِزِيّ وَغَيره من أَعْيَان الدولة حَتَّى صَارَت إِلَى ثلثمِائة ألف دِينَار فِيمَا قيل وَأخذ مِنْهُ قِطْعَة قيل انها من نعل الْمُصْطَفى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَعْدَمَا نقل إِلَى البرج بالقلعة وأهين بِاللَّفْظِ غير مرّة ثمَّ أطلق ورسم لَهُ بالتوجه إِلَى الْحجاز فَأخذ فِي التجهز لذَلِك وسافر بعد أَن خلع عَلَيْهِ وعَلى عتيقه جَانِبك الاستادار هُوَ وَبَنوهُ وَعِيَاله وحواشيه فِي ثامن عشر ربيع الآخر سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين فَأَقَامَ بِمَكَّة إِلَى موسم سنة أَربع فحج وَرجع مَعَ الركب الشَّامي إِلَى دمشق امتثالا لما أَمر بِهِ فَأَقَامَ بهَا سنيات وزار فِي أَوَائِل صفرها بَيت الْمُقَدّس وَأرْسل بهديته من هُنَاكَ إِلَى السُّلْطَان ثمَّ قدم الْقَاهِرَة فَكَانَ يَوْمًا مشهودا وخلع عَلَيْهِ وعَلى أَوْلَاده وَنزل لداره ثمَّ أرسل بتقدمة هائلة وَاسْتمرّ إِلَى أَن عَاد لدمشق بعد أَن أنعم عَلَيْهِ فِيهَا بإمرة عشْرين ثمَّ بعد سِنِين عَاد إِلَى الْقَاهِرَة مستوطنا لَهَا وَفِي أثْنَاء استيطانه حج رجبيا فِي سنة ثَلَاث وَخمسين فَكَانَ ابْتِدَاء سيره فِي شعبانها فوصل إِلَى الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة فزار أَولا ثمَّ رَجَعَ إِلَى مَكَّة فَأَقَامَ بهَا حَتَّى حج ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْقَاهِرَة بِدُونِ زِيَارَة وَكَانَ دُخُوله لَهَا فِي حادي عشر الْمحرم سنة أَربع وَخمسين فَأَقَامَ بهَا قَلِيلا ثمَّ تمرض أشهرا، وَمَات غرُوب يَوْم الثُّلَاثَاء رَابِع شوالها وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بمصلى بَاب النَّصْر وَدفن بتربته الَّتِي أَنْشَأَهَا بالصحراء فِي قبر عينه لنَفسِهِ وَأسْندَ وَصيته لقَاضِي الْحَنَابِلَة الْبَدْر الْبَغْدَادِيّ وَغَيره وَعين لَهُ ألف دِينَار يفرقها ولنفسه الشّطْر مِنْهَا فَفرق ذَلِك بِحَضْرَة وَلَده على بَاب منزله وَضبط تركته أحسن ضبط ونفذت سَائِر وَصَايَاهُ رَحمَه الله وإيانا، وَكَانَ إنْسَانا حسن الشكالة نير الشيبة متجملا فِي ملبسه ومركبه وحواشيه إِلَى الْغَايَة وافر

نام کتاب : الضوء اللامع لأهل القرن التاسع نویسنده : السخاوي، شمس الدين    جلد : 4  صفحه : 25
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست