نام کتاب : السفر الخامس من كتاب الذيل نویسنده : الأنصاري، المراكشي جلد : 1 صفحه : 360
وآثرت الاقتضاب، فانزعج الرقاص [1] قبل ان يقتضي كتابي في سيره، وضمنت هذه الوزارة أن يتوجه بعد مع غيره، ولو ذهبت إلى ما أشرتم إليه من الاجتزاء والإقتصار، لأثبت تحيتي عقب تلك الأسطار، مقترنة بالاعتذار، ولكنكم عجلتم علي بالعتب، ونسبتم إلي ما لم أجنه من الذنب، ولا تثريب فقد حصل المطلوب، وكل ما يفعل المحبوب محبوب؛ وأما سؤالكم - حفظكم الله - كيف أنا بعدكم، وهل وجدت في فرقة الوطن والأحبة وجدكم، فلم تشكوا أني متحمل من ذلك ضعفين، ومفارق دون الأبوين والبنين إلفين، أما غرناطيها فقد سنى الله به الاجتماع، وأساله تعالى أن لا يجعل موقفاً منه الوداع، وأما إشبيليها فإني أحاول انتظام الشمل به وأرومه، وأرجو أن يتكيف بفضل الله على قرب قدومه، وأما استعلامكم قولي في الحب وأطواره، واستفهامكم عن رأيي في الشوق ومثاره [109 و] وأن الشعراء تنازعت هذا المعنى فكل شرق بغرامه، ونطق عن مقامه، وأخبر عن ذوقه، وعبر عن ما رجح نأياً أو خف قرباً من شوقه، والأشواق بحار، والخواطر فيها تحار، وأجرى الأقوال عندي في ذلك مع القصد [2] :
بكل تداوينا فلم يشف ما بنا ... على أن قرب الدار خير من البعد وأما سؤالكم عن رأيي في المقام بهذه البقعة، فسأورد الجواب [1] الرقاص أو الركاض: الذي ينقل البريد. [2] البيت ليزيد بن الطئرية (الأغاني 5: 213) .
نام کتاب : السفر الخامس من كتاب الذيل نویسنده : الأنصاري، المراكشي جلد : 1 صفحه : 360