نام کتاب : الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة نویسنده : الشنتريني جلد : 1 صفحه : 432
وتركت غصناً مثمراً بجماله ... وجنحت للغصن الذي لم يثمر
[ولقد علمت بأنني بدر السما ... ولكن دهيت لشقوتي بالمشتري] وأما ذكاء خاطرها، وحرارة نوادرها، فآية من آيات فاطرها: مرت بالوزير أبي عامر ابن عبدوس - المتقدم الذكر - وكان بقرطبة أحد أعيان المصر، وبعض من هذى باسمها، وتصرف على حكمها، وأمام داره بركة دائمة تتولد عن كثرة الأمطار، وربماً استمدت بشيء مما هنالك من الأقذار، وقد نشر أبو عامر كميه، ونظر في عطفيه، وحشر أعوانه إليه، فقالت له: أبا عامر:
أنت الخصيب وهذه مصر ... فتدفقا فكلاكما بحر فتركته لا يحير حرفاً، ولا يرد طرفا.
وطال عمرها وعمر أبي عامر حتى أربيا على الثمانين، وهو لا يدع مواصلتها، ولا يغفل مراسلتها. وتحيف هذا الدهر المستطيل حال ولادة، فكان يحمل كلها، ويرقع ظلها، على جدب واديه، وجمود روائحه وغواديه، أثراً جميلاً أبقاه، وطلقاً من الظرف جرى إليه حتى استوفاه.
وكانت - زعموا - تقرض أبياتاً من الشعر، وقد قرأت أشياء منه في بعض التعاليق، أضربت عن ذكره، وطويته بأسره، لأن أكثره هجاء وليس له عندي إعادة ولا إبداء، ولا من كتابي أرض ولا سماء.
نام کتاب : الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة نویسنده : الشنتريني جلد : 1 صفحه : 432