أمر ابن هود فبايعه أهل شاطبة وقرطبة وإشبيلية، واستولى على الجزيرة الخضراء وجبل الفتح.
بينما كانت تجيئه كتب الخليفة العباسي، ينعته فيها بمجاهد الدين، سيف أمير المؤمنين. وثار عليه ابن الأحمر (محمد بن يوسف) بحصن أرجونة من أعمال قرطبة، داعيا للحفصيين أصحاب إفريقية وأطاعته قرطبة (سنة 629) .
قال السلاوي: وتنازع ابن الأحمر وابن هود رياسة الأندلس وتجاذبا حبل الملك بها. وكانت خطوب منها تجهز ألفونس الأحول، ملك قشتالة، لحربه، ومصالحته له (سنة 632) وتحوّله عنه الى قرطبة واستيلاؤه عليها (في 23 شوال 633) وانتقض الصلح بينهما بعد عام من عقده.
وأخذ ابن هود بتنظيم أموره فكتب الى عماله رسائل، منها (في 24 جمادى الأولى 634) يدعوهم الى انتقاء أهل الأمانة لأعمالهم و (المثابرة على ما تكف به أكف الاعتداء. وكانت له فتاة رومية عهد برعايتها الى عامله على مدينة المريّة، ويعرف بابن الرميمي، فامتدت يد هذا اليها، وقام ابن هود من مرسية الى المريّة ليرى روميته، فخاف ابن الرميمي افتضاح أمره، فأكمن رجالا في داره. ودخل ابن هود، فعاجلوه بسيوفهم وقتلوه (في 24 جمادى الأولى) ثم استقر قدم ابن الأحمر في الملك [1] .
ابن يَدَّاس
(000 - 636 هـ = [000] - 1239 م)
محمد بن يوسف بن يداس البرزالي الأندلسي الإشبيلي، أبو عبد الله: من حفاظ الحديث.
تنقل في البلدان، واستقر [1] الاستقصا [1]: 198 وابن خلدون 3: 536 و 4: 168 والمعجب 335 والحلة السيراء 247 في ترجمة يحيى بن أحمد الخزرجي. والبيان المغرب، طبعة تطوان 4: 266 - 390 وفيه (391) أن أهل مرسية بايعوا من بعده ولده محمد بن محمد بن يوسف بن هود وتلقب بالواثق باللَّه ولم يصلح، وخلعوه بعد سبعة أشهر. قلت: وبهذا انتهت دولة آل هود في الأندلس.
وتوفي بدمشق. قال المنذري: كتب الكثير، وجمع (مجاميع) حسنة، وخرّج على جماعة من الشيوخ. من كتبه (كتاب الأربعين الطبية - ط) نشر في مجلة معهد المخطوطات (17: 81) [1] .
الكَنْجي
(000 - 658 هـ = 000 - 1260 م)
محمد بن يوسف بن محمد، أبو عبد الله بن الفخر الكنجي: محدث. من الشافعية نسبته الى (كنجة) بين أصبهان وخوزستان. نزل بدمشق. ومال الى التشيع، وصنف (كفاية الطالب في مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - ط) و (البيان في أخبار صاحب الزمان - ط) [2] .
ابن مُسدِي
(599 - 663 هـ = 1202 - 1265 م)
محمد بن يوسف بن موسى الأَزْدي المهلبي، أبو بكر، جمال الدين الأندلسي المعروف بابن مسدي: [1] التكملة لوفيات النقلة - خ. الجزء الرابع والخمسون. وهو في التكملة لابن الأبار 349 (ابن أبي يداس) . [2] الوافي بالوفيات 5: 254 والعباسية 2: 98 ومشاركة العراق، الرقم 390.
من حفاظ الحديث المصنفين فيه، المؤرخين لرجاله. أصله من غرناطة.
رحل منها بعد سنة 620 وقرأ على بعض علماء تلمسان وتونس وحلب ودمشق، وسكن مصر.
ثم جاور بمكة، وقتل فيها غيلة. قال العسقلاني: كان من بحور العلم، ومن كبار الحفاظ، له أوهام وفيه تشيع، وكان في لسانه زهو، قلّ أن ينجو منه أحد. وقال الذهبي. كان يدخل إلى الزيدية بمكة فولوه خطابة الحرم، وأكثر كتبه عندهم. وأخذ عليه أنه تكلم في أُمّ المُؤْمِنِين عائشة. من كتبه (المسند الغريب) جمع فيه مذاهب علماء الحديث، و (معجم) ترجم به شيوخه، في ثلاثة مجلدات كبار، و (الأربعون المختارة في فضل الحج والزيارة) و (المسلسلات) في الحديث [1] . [1] الرسالة المستطرفة 62 والتبيان لابن ناصر الدين - خ. ومسدي، مشكول فيه، بضمة على الميم. وفي تذكرة الحفاظ 4: 232 (بالفتح ومنهم من يضمه) ونفح الطيب 1: 381 والنجوم 6: 228 وميزان الاعتدال 3: 151 ولسان الميزان 5: 437 وضبطه ابن قاضي شهبة في ترجمة يحيى بن عبد الرحمن الأصبهاني، بفتحة على ميم (مسدي) وهو في صلة التكملة - خ.
للحسيني: (ابن مسد) مشكولا، بخطه، بضمة على الميم وسكون على السين وكسرتين تحت الدال.
واعتمدت في تاريخ ولادته على ما في لسان الميزان، من أن الرشيد العطار، قال في معجمه: سألته عن مولده، فقال: (سنة 599) ثم رأيت في تاريخ =