responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موجز عن الفتوحات الإسلامية نویسنده : طه عبد المقصود عبد الحميد    جلد : 1  صفحه : 89
وبعد أن تم لموسى إخضاع هذه المناطق في جنوب المغرب الأقصى تطلع نحو إقليم طنجة -في الساحل الشمالي الغربي- التي كانت للأمير الرومي "يوليان" منذ أيام عقبة بن نافع1 "راجع الخريطة"، فنجح في انتزاع "المدينة" وما حولها لأول مرة، وكان "بها من البربر بطون من البتر والبرانس ممن لم يدخل في الطاعة"[2]. وقد ترك موسى على ساحل "طنجة" حامية عسكرية للرباط تتكون من ألف وسبعمائة "1700" رجل من العرب، واثني عشر "12" ألف من البربر، وولى عليهم قائده ومولاه البربري "طارق بن زياد"[3].
وبذلك تم فتح "المغرب الأقصى" كله، عدا مدينة "سبتة" الساحلية القريبة من "طنجة"، استعت على المسلمين لمناعتها، وبقية في يد "يليان" إلى حين.
وقد رأى موسى بن نصير ضرورة تأمين هذا الفتح المجيد عن طريق غزو جزيرة صقلية التي كان من الممكن أن يتخذها اليزنطيون قاعدة لضرب المغرب. ولقد مهد لذلك بالاهتمام بعمران مدينة تونس، وتوسيع دار الصناعة بها، ثم جهز حملة بقيادة "عياش بن أخيل"، فسار بالأسطول إلى جزيرة صقلية، ونزل على مدينة فيها تسمى "سرقوسة"، "فغنمها وجميع ما بها، وقفل سالما غانما"[4].
وعلى الرغم من أن هذه الغزوة كانت سريعة، وعاد منها المسلمون بمغانم وفيرة، فإنها تعد بداية لنشاط المسلمين الواسع في الحوض الغربي للبحر المتوسط، الذي سيتحول شيئا فشيئا إلى بحيرة إسلامية، وخاصة بعد فتح إسبانيا "الأندلس" -"92هـ/ 711م"- ثم فتح صقلية في أوائل القرن الهجري الثالث، وبالتحديد "سنة 212هـ/ 827م".
ولم يكتف موسى بالنواحي العسكرية، وإنما بدأ بمهمة أخرى لا تقل أهمية عن جهاده الحربي، وهي تثبيت الإسلام، وتعليم اللغة العربية؛ فقد عهد إلى الدعاة

1 المقصود بطنجة -هنا- الولاية التي كانت في القديم تتسع لمسيرة شهر، وليس المدينة المسماة بهذا الاسم، وكانت "سبته" تابعة لهذه الولاية، ومناطق أخرى في "السوس الأدنى"، وهي البلاد الواقعة على مدينة طنجة نفسها، "راجع: تاريخ المغرب العربي، لسعد زغلول عبد الحميد ص212".
[2] فتوح مصر والمغرب، لابن عبد الحكم، ص"205".
[3] البيان المغرب "1/ 43".
[4] المصدر السابق، والصفحة نفسها.
نام کتاب : موجز عن الفتوحات الإسلامية نویسنده : طه عبد المقصود عبد الحميد    جلد : 1  صفحه : 89
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست