المتحد فرصة أخرى؛ لينفذ إلى قلب أوروبا في مثل كثرته وعزمه واعتزازه يوم مسيره إلى بلاط الشهداء. وبينما شغلت إسبانيا بمنازعاتها الداخلية, إذ قامت فيما وراء ألبرتات إمبراطورية فرنجية عظيمة موحدة تهدد الإسلام في الغرب، وتنازعه السيادة والنفوذ[1].
وعلى الرغم من هزيمة المسلمين في بلاط الشهداء "بواتييه", فقد بقيت حامية عسكرية عربية في مدينة "أربونة" جنوب غربي فرنسا نحو عشرين سنة محتفظة بذلك البلد وبجانب كبير من "سبتمانية"، ولم ينسحب المسلمون من "غالة" تماما إلا بعد قيام الدولة الأموية في الأندلس "سنة 138هـ/ 756م" وقرار عبد الرحمن الداخل "صقر قريش" بسحب قوات المسلمين من "غالة", والاكتفاء بسلطان المسلمين على الأندلس. [1] د. محمد عبد الله عنان: دولة الإسلام في الأندلس "1/ 111".