أنا أبا حصين قال لقيس بن الربيع: يا قيس. قال: لبيك. قال: لا لبيك، ولا سعديك، لتبايعن رجلا من ولد رسول الله (ص) ثم تخذله، وذلك أنه بلغه أنه بايع زيد بن علي.
وقال فضل بن العباس بن عبد الرحمن بن ربيعة بن الحرث بن عبد المطلب يرثي زيد بن علي عليه السلام:
ألا يا عين لا ترقى وجودي ... بدمعك ليس ذا حين الجمود
غداة ابن النبي أبو حسين ... صليب بالكناسة فوق عود
يظل على عمودهم ويمسي ... بنفسي أعظم فوق العمود
تعدى الكافر الجبار فيه ... فأخرجه من القبر اللحيد «1»
فظلوا ينبشون أبا حسين ... خضيبا بينهم بدم جسيد
فطال به تلعبهم عتوًّا ... وما قدروا على الرّوح الصّعيد
وجاور في الجنان بني أبيه ... وأجدادا هم خير الجدود
فكم من والد لأبي حسين ... من الشهداء أو عم شهيد
ومن أبناء أعمام سيلقى ... هم أولى به عند الورود
دعاه معاشر نكثوا أباه ... حسينا بعد توكيد العهود
فسار إليهم حتى أتاهم ... فما أرعوا على تلك العقود
وكيف تظنّ بالعبرات عيني ... وتطمع بعد زيد في الهجود
وكيف لها الرقاد ولم تراءى ... جياد الخيل تعدوا بالأسود
تجمع للقبائل من معد ... ومن قحطان في حلق الحديد
كتائب كلّما أردت قتيلا ... تنادت: أن إلى الأعداء عودي
بأيديهم صفائح مرهفات ... صوارم أخلصت من عهد هود
بها نسقي النفوس إذا التقينا ... ونقتل كل جبّار عنيد
ونحكم في بني الحكم العوالي ... ونجعلهم بها مثل الحصيد