responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مضمار الحقائق وسر الخلائق نویسنده : المَلِك المنصور    جلد : 1  صفحه : 84
لما يعلم بِمَا بَينه وَبَين ابْن الْعَطَّار ثمَّ إِن ابْن الصاحب نفذ إِلَى نَائِب الوزارة ابْن البُخَارِيّ سرا أَن لَا يقوم لِابْنِ الشهرزوري إِذا دخل عَلَيْهِ حق الْقيام فَلَمَّا حضر ابْن الشهرزوري الدِّيوَان الْعَزِيز قَامَ قَائِما وخطب خطْبَة بليغة وَكَانَ ذَلِك بِمحضر من جمَاعَة من الْأُمَرَاء وأرباب الدولة فَاسْتحْسن الْجَمَاعَة بلاغته ثمَّ جلس بعد مَا قَامَ لَهُ ابْن البُخَارِيّ على رُكْبَتَيْهِ وَأدنى مَجْلِسه وَعرض مَا كَانَ مَعَه من التحف والهدايا ثمَّ نَهَضَ بعد الْخدمَة وَمضى إِلَى الدَّار الَّتِي أعدت لَهُ بخربة الهراس
وَكَانَ ابْن الشهروزوري قد ألف مُدَّة مقَامه فِي بَغْدَاد أَن يحضر جمَاعَة من المطربين والأغاني ويتظاهر بذلك وَكَانَ مَعَه شيخ متهتك يعرف بالبدر وَكَانَ ابْن الْعَطَّار فِي أَيَّامه يحترمه ويغطي هَذِه الْحَال مكانته عِنْده فَلَمَّا ورد فِي هَذِه الْمرة قَصده ابْن الصاحب وكشف عَلَيْهِ أَحْوَاله وقبح أَفعاله وَصَارَ يوهن قَوَاعِده وَيقدم إِلَيْهِ على لِسَان ابْن البُخَارِيّ أَن لَا يرجع بكتب إِلَى الدِّيوَان الْعَزِيز إِلَّا العَبْد وَإِلَى أستاذ الدَّار الْخَادِم ثمَّ أذن لَهُ بالانصراف بِجَوَاب رسَالَته
وفيهَا تقدم الْخَلِيفَة بإحضار جمَاعَة من الندماء والجلساء إِلَيْهِ كَانَ كثير الْميل إِلَيْهِم وَكَانَ فِي جَمَاعَتهمْ أَبُو الْحسن بن الْكَرْخِي فَكَانَ كثير الْجُلُوس عِنْده بِحَيْثُ لَا يُفَارِقهُ وَكَانَ الْمَذْكُور يقْدَح فِي أستاذ الدَّار ابْن الصاحب وَكَانَ الْخَلِيفَة يُنكر عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ أكتب لَهُ بِولَايَة الْعَهْد هَذَا إِن رضى وَالله مَا يرضى لِأَنَّهُ الْيَوْم هُوَ الْخَلِيفَة فَكيف يرضى أَن يكون ولي عهد ستبصر كَيفَ تكون الْأَحْوَال مَعَه فَنقل ذَلِك جَمِيعه إِلَى أستاذ الدَّار فأحضر ابْن الْكَرْخِي عِنْده وخلع عَلَيْهِ وقربه وَمَا عرفه شَيْئا مِمَّا بلغه عَنهُ وَقَالَ لَهُ لَا تَنْقَطِع عَنَّا أَنْت عندنَا مثل الْوَلَد
ثمَّ خَاطب الْخَلِيفَة فِي حَقه وَطلب لَهُ من الدَّار الَّتِي فِي الوراقين فَتقدم لَهُ بهَا وَكتب لَهُ ملكا وَأشْهد الْوَكِيل عَلَيْهِ بهَا وَكثر ابْن الْكَرْخِي فِي الدولة

نام کتاب : مضمار الحقائق وسر الخلائق نویسنده : المَلِك المنصور    جلد : 1  صفحه : 84
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست