نام کتاب : شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام نویسنده : التقي الفاسي جلد : 2 صفحه : 298
ومنها: أنه في سنة اثنين وثلاثين وسبعمائة حج السلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون، ومعه نحو سبعين أميرا، وجماعة من أعيان الفقهاء وغيرهم بالقاهرة، وتصدق بعد حجة على أهل الحرم من المجاورين والفقهاء[1].
ومنها: أنه في سنة ست وثلاثين وسبعمائة لم يحج الركب العراقي في هذه السنة، لموت السلطان أبي سعيد بن خربندا ملك العراقيين، واختلاف الكلمة بعده، ودام انقطاع الحج من العراقيين سنين كثيرة على ما يأتي بيانه[2] إن شاء الله تعالى.
ومنها: أنه في سنة إحدى وأربعين وسبعمائة وقف الحجاج المصريون والشاميون بعرفة، يومين: يوم الجمعة ويوم السبت، ووقف أهل مكة السبت؛ ولكنهم حضروا عرفة ليلة السبت[3].
ومنها: أنه في سنة اثنتين وأربعين وسبعمائة حج صاحب اليمن الملك المجاهد على ابن مالك المؤيد داود بن المظفر، ولما حضر بعرفة كان في خدمته الأشراف والقواد، وحموه من أن يتعرض له المصريون بسوء، وأطلعوا علمه على جبل عرفة، وكان المصريون قد عزموا على منعه من ذلك، ومن نزول عرفة والوقوف عند الصخرات بها، وكان الأشراف والقواد في خدمته، إلى أن قضى مناسك الحج، وعم بصدقته أهل مكة، وكان دخوله إليها أول ذي الحجة، ورحل منها في العشرين من ذي الحجة، ورام أن يكسو الكعبة ويقلع بابها ويركب بابا من عنده؛ فلم يمكنه الأشراف من ذلك، فوجد عليهم في ذلك[4].
ومنها: أنه في سنة ثلاث وأربعين وسبعمائة حصل بين أمير الحاج المصري والأشراف قتال عظيم بعرفة، كان الظفر من يوم النفر الأول، ونزلوا بباب الشبيكة، وأقاموا به ليلة، ثم رحلوا في يوم النفر الثاني، ولم يعتمر أكثر الحجاج ولم يطوفوا طواف الوداع خوفا على أنفسهم، وتعرف هذه السنة بسنة المظلمة؛ لأن أهل مكة في نفرهم من عرفة سلكوا الطريق التي تخرجهم على البئر المعروفة بالمظلمة، وهي غير الطريق التي يسلكها الحجاج[5]. [1] النجوم الزاهرة 9/ 104، والسلوك 2/ 2: 355. [2] إتحاف الورى 3/ 205، درر الفرائد "ص: 305". [3] إتحاف الورى 3/ 220، السلوك 2/ 3: 563، درر الفرائد "ص: 306". [4] العقود اللؤلؤية 2/ 70، 71، إتحاف الورى 3/ 220، 221. [5] السلوك 2/ 3: 636، العقد الثمين 2/ 146، إتحاف الورى 3/ 224، 225.
نام کتاب : شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام نویسنده : التقي الفاسي جلد : 2 صفحه : 298