نام کتاب : شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام نویسنده : التقي الفاسي جلد : 2 صفحه : 297
يضربون بالسيوف يمينا وشمالا، وما وصلنا إلى المنزلة وفي العين قطرة، ودخل الأمراء راجعين بعد الهرب إلى مكة لطلب بعض الثأر، وخرجوا فارين مرة أخرى، ثم بعد ساعة جاء الأمراء خائفين وبنو حسن وغلمانهم خلفهم؛ فلما أشرفوا على ثنية كداء من أسفل مكة، فأمر بالرحيل، ولولا أن سلم الله الناس كانوا نزلوا عليهمولم يبق من الحجاج مخبر، فوقف أمراء المصريين في وجوههم، وأمر بالرحيل، فأخطبت الناس، وجعل أكثر الناس يتركون ما ثقل من أحمالهم، ونهب الحاج بعضه بعضا، وكان في جملة من راح جمل محمل لنا فيه جميع ما رزقنا الله من نفقة وثياب وزاد، واحتسبناه وحمدنا الله على سلامة أنفسنا[1] ... انتهى.
وذكر النويري هذه الحادثة في تاريخه، وذكر فيها ما يوافق ما ذكره الطبري، ثم قال: ووقع الخبر بذلك بالقاهرةن يوم الجمعة يوم مقتله يعني سيف الدين ألدمر جاندار سوار، ثم وصل الخبر بذلك مع المبشرين في ثالث المحرم[2].
ومنها: أنه في سنة ثلاثين وسبعمائة -أيضا- حج الركب العراقي، ومعهم فيل، وما عرفت مقصد أبي سعيد بن خربندا ملك التتار بإرساله، وقد ذكر خبره البرزالي نقلا عن العفيف المطري؛ لأنه قال: بعد ما سبق ذكره من خبر الفتنة: وكان الركب العراقي ركبا صغيرا، ووصل معهم فيل، وقفوا به[3] المواقف كلها، وتفاءل[4] الناس منذ رأوه بالشر، فتم ما تم وحصل ما حصل، وكنا خائفين أن يقع بسببه شر، إذا وصل إلى المدينة، فوصل إلى أن بلغ الفريش الصغير قبيل البيداء التي ينزل منها إلى بئر الحرام من ذي الحليفة؛ فجعل كلما أراد أن يقدم رجلا تأخر مرة بعد مرة، قفضربوه وطردوه، وكل ذلك يأبى إلا الرجوع القهقرى، إلى أن سقط إلى الأرض ميتا في يوم الأحد الرابع والعشرين من ذي الحجة الحرام؛ وذلك من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا من غرائب العجائب، والحمد لله على ذلك، وقد ذكر خبره النويري في تاريخه، بمعنى ما ذكره المطري، وقال: وقيل: أنه أنصرف عليه من حين خروجه من العراق إلى أن مات زيادة على ثلاثين ألف درهم، وما علم مقصد أبي سعيد في إرساله ذلك ... انتهى[5]. [1] النجوم الزاهرة 9/ 282، السلوك 2/ 2: 323: البداية والنهاية 14/ 149، العقد الثمين 3/ 327، إتحاف الورى 3/ 189. [2] السلوك 2/ 2: 323، درر الفرائد "ص: 302". [3] السلوك 2/ 2: 325، درر الفرائد "ص: 304". [4] كذا في الأصل، وفي السلوك 2/ 2: 325: "تشاءم" وهو الصحيح. [5] السلوك 2/ 2: 325، إتحاف الورى 3/ 192، 193.
نام کتاب : شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام نویسنده : التقي الفاسي جلد : 2 صفحه : 297