نام کتاب : شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام نویسنده : التقي الفاسي جلد : 1 صفحه : 41
من ذات عرق، وذلك على يوم وبعض يوم، وآخر أعمالها مما يلي طريق اليمن في طريق تهامة اليوم موضع يقال له: ضنكان[1]، وذلك على عشرة أيام من مكة، وقد كان آخر أعمالها فيما مضى بلاد عك داخلا في اليمن إلى قريب من عدن، وآخر أعمالها مما يلي اليمن في طريق النخل، وطريق صنعاء موضع يقال له: نجران، وهو آخر مخاليفها. وأبعده من مكة: نجران على عشرين يوما من مكة، وهي أرض طيبة عذبة[2] ... انتهى باختصار، والله أعلم.
وأما قول الفاكهي: إن نجران على عشرين يوما من مكة فهو مخالف لما سبق من قول النووي: إن نجران من مكة على سبع مراحل[2] ... انتهى.
والسبع مراحل لا تكون عشرين يوما، والله أعلم.
وكلام الفاكهي يوهم أن نجران من مكة أبعد مما بين بلاد عك ومكة، ولم يرد ذلك الفاكهي، لأن قوله: وقد كان آخر أعمالها فيما مضى بلاد عك داخلا في اليمن إلى قريب من عدن[3]، يقتضي أن بلاد عك قريبة من عدن، ونجران ليست بهذه الصفة.
وأما قول الفاكهي: إن نجران أبعد مخاليف مكة فمراده به: بعد بلاد عك، لأنها كانت أبعد أعمال مكة، ثم صار أبعدها نجران، وأدرك ذلك الفاكهي فقال: إن نجران أبعد مخاليف مكة. وبذلك يعلم أن لا تناقض في كلام الفاكهي، وليس كل ما ذكره الفاكهي، وابن خرداذبه في مخاليف مكة معدود اليوم في أعمال مكة، لأن كثيرا من ذلك ليس لأمير مكة الآن فيه كلام.
وأبعد مكان عن مكة لأميرها الآن فيه كلام: الحسبة- بحاء وسين مهملتين وباء موحدة -وهي بلدة في صوب اليمن على طريق تهامة[4]، وبينها وبن قنونا[5] يوم، وبين خلى[6] يومان. [1] ضنكان: واد في جنوب تهامة على سفوح جبال السراة، وينتهي بالبحر الأحمر ويصب فيه، وقد ذكره ابن خرداذبه بين مخاليف مكة "المسالك والممالك ص: 133، معجم البلدان 3/ 464". [2] أخبار مكة للفاكهي 5/ 106. [3] أخبار مكة للفاكهي 5/ 107، ومعجم البلدان 4/ 142. [4] معجم البلدان 2/ 258. [5] قنونا: هي بلدة القنفذة، وهي ميناء من موانيء الحجاز الجنوبية "جغرافية شبه جزيرة العرب لعمر رضا كحالة ص: 28" وفي معجم البلدان 4/ 409: قنوني: بالفتح ونونين، بوزن فعوعل. [6] صفة جزيرة العرب اللهمذاني "ص: 120.
نام کتاب : شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام نویسنده : التقي الفاسي جلد : 1 صفحه : 41