نام کتاب : شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام نویسنده : التقي الفاسي جلد : 1 صفحه : 114
وقد نزل بها من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، أربعة وخمسون رجلا سردهم المحب في "القرى"[1].
وذكر النووى في "الإيضاح": أن المختار استحباب المجاورة بمكة، وعلل كراهة من كرهها من العلماء بنحو مما قال المحب، ثم قال: وأما من استحبها، فلما فيها من تضاعف الحسنات والطاعات، وقد جاور بها مما يقتدى به من سلف الأمة وخلفها خلائق لا يحصون ... انتهى.
قلت: يدل لاستحباب المجاورة بمكة: رغبة النبي صلى الله عليه في سكناها، كما في حديث عبد الله بن الحمراء، وابن عباس، وأبي هريرة، وابن عمر رضي الله عنهم.
وتمنى بلال رضي الله عنه العود إلى أماكن بعضها بمكة وبعضها حولها، حيث يقول:
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة ... بفخ وحولي إذخر وجليل
وهل أردن يوما مياه مجنة ... وهل تبدون[2] لي شامة وطفيل
هكذا رويناه في تاريخ الأزرقي[3].
وفي البخاري: بوادٍ، عوض قوله بفخ.
وقد سبق أن الإذخر نبت معروف طيب الرائحة، والجليل: النمام، وقيل: النمام إذا جل، وفخ: هو وادي الزاهر، لأن ياقوتا في "معجم البلدان"[4] قال لما ذكر فخ: قال السيد على بن وهاس العلوي: فخ وادي الزاهر، فيه قبور جماعة من العلويين قتلوا فيه في وقعة كانت لهم مع أصحاب موسى الهادي بن المهدي بن المنصور في ذي الحجة سنة تسع وستين ومائة، وللشعراء فيها مراثٍ كثيرة ... انتهى[5].
وعلي بن وهاس هذا من فضلاء مكة ممن أخذ عن الزمخشري، ولأجله صنف "الكشاف" على ما قيل، ومدحه الزمخشري في "الكشاف".
وسيأتي في الباب الأربعين إن شاء الله تعالى ذكر مجنة، وشامة، وطفيل، ويدل لذلك قول عائشة رضي الله عنها لولا الهجرة لسكنت مكة، إني لم أر السماء بمكان [1] القرى "ص: 661"، وانظر مثير الغرام الساكن. [2] في أخبار مكة للأزرقي 1/ 191: "يتدون" وكذلك في معجم البلدان 3/ 315. [3] أخبار مكة للأزرقي 1/ 191. [4] معجم البلدان 4/ 237. [5] تاريخ الطبري 10/ 28، والكامل لابن الأثير 6/ 33، والعقد الثمين 4/ 196، وإتحاف الورى 2/ 22، 221.
نام کتاب : شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام نویسنده : التقي الفاسي جلد : 1 صفحه : 114