responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي نویسنده : العصامي    جلد : 4  صفحه : 246
ثمَّ وَليهَا الشريف عطيفة بن أبي نمي من الْملك النَّاصِر وأنفذ مَعَه عسكراً فبلغوها سنة تسع عشرَة وَسَبْعمائة وَعَلَيْهِم أميران وَأَقَامُوا عِنْده ثمَّ توجه الأميران اللَّذَان كَانَا بِمَكَّة الْعَام الماضى وَكتب الشريف عطيفة أَن القواد أَطَاعَته وَأَن الشريف حميضة عزم الْيمن وتفرق عَنهُ العربان وَبَنُو شُعَيْب الَّذين كَانُوا مَعَه جنده ورخصت الْبِلَاد وَأمنت النَّاس على أَمْوَالهم وَدِمَائِهِمْ فَلَمَّا بلغ الْملك النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاوون صَاحب مصر ذَلِك خرج إِلَى الْحَج تَاسِع ذِي الْقعدَة بعد الْحَاج وَوصل إِلَى مَكَّة بتواضع وانكسار وذل بِحَيْثُ إِن بعض النَّاس حسن لَهُ الطّواف رَاكِبًا كَمَا فعله
فَقَالَ وَمن أَنا حَتَّى أتشبه بالنبى
وَالله مَا أَطُوف أَلا مَعَ الْحجَّاج فَكَانُوا يدْفَعُونَ عَنهُ النَّاس وَهُوَ يَنْضَم إِلَيْهِم يَقُول لعَلي أقبل برحمة وَاحِد مِنْهُم وَأبْدى من الْمَعْرُوف وَالْإِحْسَان وَالْخَيْر فِي الْحَرَمَيْنِ مَا لَا يُوصف وَسَأَلَهُ التُّجَّار وَأهل مَكَّة أَن يبْقى عِنْدهم عسكراً لِئَلَّا يرجع إِلَيْهِم حميضة فَفعل وَاتفقَ ذَلِك الْعَام أَن شخصا من أكَابِر خدام الدولة طلع إِلَى الْبَيْت ليباشر فِي الْكسْوَة وَجلسَ على طُنفِ الْبَيْت الشريف فَأنْكر النَّاس جُلُوسه وَعدم أدبه فَأَخذه النعاس فَسقط من أَعلَى الْبَيْت إِلَى المطاف فَكَانَ أعظم عِبْرَة لمن اعْتبر وعزم السُّلْطَان إِلَى مصر فَقدم حميضة من الْيمن بِجَيْش سنة عشْرين وَسَبْعمائة فَأَرَادَ دُخُول مَكَّة فَلم يظفر وانتصر عَلَيْهِ عطيفة وَمن مَعَه من الْعَسْكَر المقيمين بِمَكَّة الَّذين أبقاهم النَّاصِر فَلَمَّا ولى هَارِبا خرج مَعَه ثَلَاثَة من المماليك وَأَقَامُوا عِنْده وَكَانَ بِمَكَّة أَمِير الْعَسْكَر يُسمى بيبرس الْحَاجِب أرسل إِلَى الشريف حميضة يرغبه فى مَكَّة وَالصُّلْح وَالْحلف وَكَانَ الشريف حميضة بِقرب نَخْلَة فَقَالَ لَهُ الشريف حميضة أرسل إِلَى أحد أولادك يكون عِنْدِي رهينة فَأرْسل إِلَيْهِ الْأَمِير بهدية صُحْبَة وَلَده وَجَمَاعَة فَفِي حَال خُرُوجهمْ إِلَيْهِ جَاءَ الْخَبَر بِمَوْت الشريف حميضة وَأَنه وثب عَلَيْهِ بعض مماليكه وَهُوَ نَائِم فَقتله جَاءَ بِهَذَا الْخَبَر رجل من الْأَعْرَاب فَأنْكر الْأَمِير وُقُوع ذَلِك وَظن أَن ذَلِك مكيدة فتوقف عَن إرْسَال وَلَده والهدية فَلَمَّا كَانَ الْمسَاء طرق بَاب المعلاة بِمَكَّة فَفتح فَإِذا مَمْلُوك اسْمه استدمر وَهُوَ على حجرَة حميضة وصل إِلَى مَكَّة فَأرْسل الْأَمِير ولديه نَاصِر الدّين مُحَمَّد وشهاب الدّين أَحْمد إِلَى الْأَبْوَاب السُّلْطَانِيَّة بِهَذَا الْخَبَر وجهز من توجه لإحضار سلب حميضة

نام کتاب : سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي نویسنده : العصامي    جلد : 4  صفحه : 246
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست