إيذء أبي جهل رسول الله صلى الله عليه وسلم وغضب حمزة على أبي جهل
وأخرج الطبراني عن يعقوب بن عتبة بن المغيرة بن الأخنس بن شريق حليف بني زُهرة مرسلاً: أن أبا جهل إعترض لرسول الله صلى الله عليه وسلم بالصَّفا، فآذاه. وكان حمزة رضي الله عنه صاحب قَنْص وصيد، وكان يومئذٍ في قَنْصه. فلما رجع قالت له إمرأته - وكانت قد رأت ما صنع أبو جهل برسول الله صلى الله عليه وسلم ـ: يا أبا عُمرة، لو رأيت ما صنع - تعني أبا جهل - بابن أخيك؟ فغضب حمزة رضي الله عنه، ومضى كما هو قبل أن يدخل بيته وهو معلّق قوسه في عنقه حتى دخل المسجد، فوجد أبا جهل في مجلس من مجالس قريش، فلم يكلِّمه حتى علا رأسه بقوسه فشجِّه. فقام رجال من قريش إلى حمزة يمسكونه عنه، فقال حمزة: ديني دين محمد، - أشهد أنه رسول الله، فوالله، لا أنثني عن ذلك فامنعوني من ذلك إن كنتم صادقين فلما أسلم حمزة رضي الله عنه عزّ به رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون، وثبت لهم بعض أمرهم، وهابت قريش، وعلموا أن حمزة رضي الله عنه سيمنعه. قال الهيثمي: ورجاله ثقات.
وأخرجه الطبراني أيضاً عن محمد بن كعب القرظي مرسلاً، وفي حديثه: فأقبل من رَمْيه ذات يوم فلقيته إمرأة، فقالت: يا أبا عمارة، ماذا لقي ابن أخيك من أبي جهل بن هشام شتمه، وتناوله، وفعل وفعل. فقال: هل رآه أحد؟ قالت: إي واا، لقد رآه ناس. فأقبل حتى انتهى إلى ذلك المجلس عند الصَّفا والمروة، فإذا هم جلوس وأبو جهل فيهم، فاتكأ على قوسه وقال: رميتُ كذا وكذا وفعلت كذا وكذا؟ ثم جمع يديه بالقوس فضرب بها بين أذني أبي جهل، فدقَّ سِيَتَها، ثم قال: خُذْها بالقوس وأخرى بالسيف، أشهد أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنه جاء بالحق من عند الله. قالوا: يا أبا عمارة، إنه سبَّ آلهتنا، وإِن كنت أنت - وأنت أفضل منه - ما أقررناك. وذاك وما كنت يا أبا