فقال: ما لك؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم «خلّ عني» . قال: علما لله لا أُخلِّي عنك أو تخبرني ما شأنك، فلقد أصابك شيء؟. فلما علم النبي صلى الله عليه وسلم أنه غير خلَ عنه أخبره، فقال: «إنَّ أبا جهل أمر فطُرح عليَّ فرثٌ» ، فقال أبو البَختري: هلمَّ إلى المسجد، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم وأبو البختري فدخلا المسجد؛ ثم أقبل أبو البختري إلى أبي جهل فقال: يا أبا الحكم، أنت الذي أمرتَ بمحمد فطُرح عليه الفرث؟ قال: نعم. فقال: فرفع السوط فضرب به رأسه. قال: فثار الرجال بعضها إلى بعض، قال: وصاح أبو جهل: ويحكم، هي له، إنما أراد محمد أن يُلقي بيننا العداوة وينجو هو وأصحابه. قال الهيثمي: وفيه: الأجلح بن عبد الله الكندي وهو ثقة عند ابن معين وغيره، وضعَّفه النسائي
وغيره.
انتهى. وأخرجه أيضا أبو نُعيم في دلائل النبوة (ص 90) نحو رواية البزار، والطبراني.
وأخرجه أيضاً الشيخان، والترمذي وغيرهم باختصارِ قصة أبي البختري. وفي ألفاظ الصحيح: أنهم لما فعلوا ذلك استضحكوا حتى جعل يميل بعضهم إلى بعض أي من شدة الضحك. وعند أحمد: وقال عبد الله: فلقد رأيتهم قُتلوا يوم بدر جميعاً. كذا في البداية.