responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ مختصر الدول نویسنده : ابن العبري    جلد : 1  صفحه : 231
عليها مدة خمسة أشهر لان السلطان محمدا كان قد سيّر إليها غاير خان في خمسة آلاف فارس وقراجا خاص حاجب في عشرة آلاف وكانوا كلهم بها. ولما ضاقت الحيلة بمن في المدينة وعجزوا عن المقاومة شاور قراجا لغاير خان في الصلح وتسليم البلد. فأبي غاير خان الا المجاهدة حتى الموت لعلمه ان المغول لا يبقون عليه فلم ير في المصالحة مصلحة.
فتوقّف قراجا الى هجوم الليل وخرج في اكثر عسكره الى خارج من باب دروازه الصوفي. فعوقوه الى الصبح ثم حمل الى ابني جنكزخان فاستنطقاه واستعلما منه كنه احوال البلد وأمرا بقتله وقتل كلّ من معه قائلين: إذا كنت ما أبقيت على مخدومك ووليّ نعمتك فلا تبقي ولا علينا. وزحف العسكر الى المدينة فدخلوها واخرجوا أهلها جميعهم الى ظاهرها وأغاروا على ما فيها. وبقي غاير خان في عشرين ألفا من عسكره متفرقين في دروب المدينة لم يتمكن منهم المغول وكانوا يخرجون خمسين خمسين يكاوحون ويطعنون في عسكر المغول ويقتلون ثم يقتلون. وكان هذا دأبهم شهرا الى ان بقي غاير خان ومعه نفران يجالدون في سطح دار السلطنة وكان قد برز مرسوم الخان ان لا يقتل غاير خان في الحرب لكن يحمل اليه حيّا. فلذلك كثر التعب معه وقتل صاحباه وبقي وحده يقاتل بالآجرّ الذي كان الجواري يناولنه من الجدار. فلما عجز عن المناولة أحاط به المغول وقبضوه وحملوه الى جنكزخان بعد عوده من بخارا الى سمرقند وقتل هناك في كوك سراي. وفي سنة اثنتي عشرة في شعبان ملك السلطان محمد مدينة غزنة وكان استولى قبل ذلك على عامّة خراسان وملك باميان.
وفي سنة ثلث عشرة في العشرين من جمادى الآخرة توفّي الملك الظاهر غازي ابن صلاح الدين يوسف بن أيوب وهو صاحب مدينة حلب وخلف أولادا ذكورا من جملتهم الملك العزيز محمد بن ابنة عمه الملك العادل وكان عمر ولده هذا سنتين وشهورا ووصّى به الى مملوكه شهاب الدين طغرل الخادم فصار اتابكه وقام بتربيته احسن قيام.
وفي سنة خمس عشرة وستمائة توفّي الملك القاهر عزّ الدين مسعود بن ارسلان شاه ابن مسعود بن مودود بن زنكي بن اقسنقر صاحب الموصل ليلة الاثنين لثلث بقين من ربيع الاول وكانت ولايته سبع سنين وتسعة أشهر واوصى بالملك لولده الأكبر نور الدين ارسلان شاه وعمره حينئذ نحو عشر سنين وجعل الوصيّ عليه والمدبّر لدولته بدر الدين لؤلؤا. وكان عمّه عماد الدين زنكي بن ارسلان شاه صاحب العقر يحدّث نفسه بالملك.
فرقع بدر الدين ذلك الخرق ورتق ذلك الفتق وأحسن السيرة مع الخاصّ والعامّ وخلع على كافة الناس وغيّر ثياب الحداد عنهم فلم يخصّ بذلك شريفا دون مشروف ولا

نام کتاب : تاريخ مختصر الدول نویسنده : ابن العبري    جلد : 1  صفحه : 231
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست