نام کتاب : تاريخ العرب القديم نویسنده : توفيق برو جلد : 1 صفحه : 298
هَؤُلاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا} [1]. والتنزيل الحكيم في هذه الآية، يُنحي باللائمة على اليهود الذين أيدوا الكفار في موقفهم من الدين الجديد. ويقال في تفسير الجبت والطاغوت: إن الجبت في الأصل صنم، فاستعملت الكلمة في كل ما عُبِد من دون الله، وكذلك الطاغوت، ويقال أيضا: إنهما الكهنة والشياطين، أو إن الطاغوت هو "هبل"، أو إن الطواغيت بيوت كانت العرب تعظمها كتعظيم الكعبة لها سدنة وحجاب، وتهدي لها، وتطوف بها كطوافها بالكعبة، وتنحر عندها[2]، لكنها لا ترقى في مكانتها إلى منزلة الكعبة. [1] [النساء: 51] . [2] سيرة ابن هشام، القسم الأول، ص83 "راجع كتاب نبيه عاقل: المصدر نفسه ص286". طقوس العرب العبادية:
كان الحج أهم هذه الطقوس، وللحج أشهر معلومات تبين بالأهلة كما يقول في التنزيل الحكيم فيما يتعلق بعبادة المسلمين: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ} [1]. وقد ذكرت الروايات المتواترة أنها كانت عند الجاهليين ثلاثة: ذو القعدة، ذو الحجة، محرم. وقد جعلت حُرُمًا لا يجوز فيها القتال؛ ليأتي الناس للحج آمنين مطمئنين.
ومن أبرز الأمثلة على حرص المكيين على حرمة هذه الأشهر، أنه لما لمس زعماء قريش أن هناك من تسول لهم أنفسهم أن ينتهكوا حرمتها، بخلق الأسباب الداعية إلى الحرب، قد تداعوا إلى عقد حلف يسمى "حلف الفضول". وقد حضره الرسول وفضل حضوره على حمر النعم. يقول ابن سعد[2]: "كان حلف الفضول منصرف قريش من الفجار ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- يومئذٍ ابن عشرين سنة ... وكان أشرف حلف كان قط، وأول من دعا إليه الزبير بن عبد المطلب، فاجتمعت بنو هاشم وزهرة وتميم في دار عبد الله بن جدعان، فصنع لهم طعامًا، فتعاقدوا وتعاهدوا بالله: لنكونن مع المظلوم حتى يؤدى إليه [1] [البقرة: 189] . [2] الطبقات الكبرى: 1/ 82.
نام کتاب : تاريخ العرب القديم نویسنده : توفيق برو جلد : 1 صفحه : 298