responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ العرب القديم نویسنده : توفيق برو    جلد : 1  صفحه : 299
حقه، ما بل بحر صوفة، وفي التآسي في المعاش[1]، فسمت قريش ذلك الحلف "حلف الفضول" ... وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما أحب أن لي بحلف حضرته في دار ابن جدعان حُمْرَ النَّعَم".
جعلت هذه الأشهر ثلاثة مع أن موسم الحج لا يستغرق أكثر من شهر وأيام، غير أن المسافات الشاسعة التي يضطر الحاج لقطعها، تحتاج إلى مدة كافية يذهب فيها ويعود، ويتعاطى فيها الناس البيع والشراء في الأسواق في ظل الأشهر الحرم.
والطواف بالكعبة هو أهم مراسم تحيتها وتكريمها، وكان في الجاهلية أبرز تقليد من تقاليد الحج، وقد جعله الدين الإسلامي ركنًا من أركانه. غير أن الإسلام لم يقر هذا التقليد إلا لأنه في الأصل من تقاليد دين سماوي كما في قوله تعالى: {وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ} [2]. وزيارة الكعبة نوعان: زيارة عمرة في أي وقت، وزيارة حج في وقت معلوم، ولم يكن يجوز الجمع بينهما في الجاهلية وإلا عد ذلك فجورًا، حتى إذا جاء الإسلام أجاز الجمع بينهما. والطواف سبعة أشواط على مدار الكعبة، ويبدأ من الركن الذي فيه الحجر الأسود، وهو حجر صواني لامع اعتقد العرب أنه أنزل من السماء هدية للكعبة. وقد حافظ الإسلام على قدسيته وعلى تقاليد الحج، إنما نفي عنها كل ما يمت إلى الوثنية بصلة وكرسها لله الواحد الأحد، فأعاد الأمور إلى نصابها، باعتبار أن الكعبة كانت في الأصل بيتًا لله سبحانه وتعالى[3].
يذكر الأخباريون أن الطائفين بالبيت كانوا صنفين، صنف يطوفون عراة ويعرفون باسم "الحُلَّة" وهم من غير قريش، وصنف يطوفون بثيابهم ويعرفون باسم "الحُمس" وهم من قريش.

[1] ذلك أن من أسباب أحد أيام الفجار، أن رجلًا من كنانة استدان من رجل من بني نصر من هوازن مالًا وعجز عن الوفاء به، فأهانه النصري، وكادت الحرب أن تحتدم بين قريش وهوازن لولا أن تداركها العقلاء.
[2] [الحج: 26] .
[3] أحمد إبراهيم الشريف: المصدر نفسه، ص176-178.
نام کتاب : تاريخ العرب القديم نویسنده : توفيق برو    جلد : 1  صفحه : 299
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست