responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الخلفاء الراشدين الفتوحات والإنجازات السياسية نویسنده : طقوش، محمد سهيل    جلد : 1  صفحه : 47
الكبري في هذه المنطقة كعدن، وصنعاء وغيرهما واقعة تحت حكمه، ثم أخذ بعين الولاة ليحكموا باسمه، ويسمى قادة فرقه العسكرية، فعين قيسًا بن هبيرة المرادي قائدًا لعسكره، وفيروز وداذويه الفارسيين وزيرين، وتزوج من امرأة شهر بن باذان[1].
كانت مذحج السند القبلي الأساسي الذي اعتمد عليه وانطلق منه، وبمساعدتها تمكن من إخضاع اليمن لسلطته، والتحق به عشرات البطون، والوحدات القبلية التي كانت قبل مدة وجيزة قد أرسلت وفودها إلى المدينة.
ويبدو أن معارضي الوجود الإسلامي من مختلف القبائل أبدوا حركته، ورأوا فيه ممثلًا لمصالحهم، ومع ذلك فقد واجه معارضة تمثلت في الجماعات المسلمة من مذجح التي انسحبت مع فروة بن مسيك المرادي إلى الأحسية[2]، أما في منطقة حمير، فقد كان لجهود ذي الكلاع، وآل ذي لعوة الهمدانيين، دور في الاحتفاظ بالنفوذ الإسلامي، وقد وقفوا ضد عك بتهامة.
ظل الأسود العنسي مدعيًا النبوية مدة ثلاثة أشهر، وفي رواية أربعة أشهر، ارتكب خلالها الحماقات، وفضح النساء وأنزل الرعب، والخوف في قلوب اليمنيين، وبخاصة الأبناء[3].
لم يركن النبي محمد إلى الهدوء، وهو يرى جهوده الرامية إلى نشر الإسلام في اليمن وتوحيد قبائله، تتعرض للنكسة، وكان يتجهز لغزو البيزنطيين لانتقام من هزيمة مؤتة، فواجه حركة الأسود العنسي بالحزم، ولم يشغله ما كان فيه من الوجع عن أمر الله, والدفاع عن دينه، فأرسل الرسل إلى اليمن يأمر اليمنيين بالقضاء على الأسود العنسي، ويستنهضهم للمواجهة الذاتية معه، ومعنى هذا أنه لم يرسل جيوشًا من المدينة للقضاء عليه، وإنما اعتمد على القوى المحلية. كما أرسل إلى عماله في تلك الجهات يحثهم على الاستعانة بالثابتين على الإسلام، والصمود أمام المنشقين، والقضاء على رءوس الفتنة، وكتب إلى زعماء اليمن أمثال ذي الكلاع الحميري، وذي عمرو، وذي ظليم، مع جرير بن عبد الله البجلي، وأرسل الأقرع بن عبد الله الحميري إلى ذي زود، وذي مران، فاستجاب هؤلاء لدعوته، وأعلنوا ثباتهم على

[1] الطبري: ج3 ص230، لم ترد إشارة إلى أن فيروز، وداذويه قد اعتنقا الإسلام في هذه المرحلة، كما ظل كثير من الأبناء على ديانتهم المجوسية، وأن استعانة عيهلة بهما حتمها واقع الظروف السياسية والإدارية.
[2] الحموي: ج1 ص112، والأحسية موضع باليمن.
[3] البلاذري: ص114، والطبري: ج3 ص239، 240.
نام کتاب : تاريخ الخلفاء الراشدين الفتوحات والإنجازات السياسية نویسنده : طقوش، محمد سهيل    جلد : 1  صفحه : 47
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست