نام کتاب : تاريخ الخلفاء الراشدين الفتوحات والإنجازات السياسية نویسنده : طقوش، محمد سهيل جلد : 1 صفحه : 145
يحكمها البيزنطيون مما أثار هؤلاء، كما حقد الفرس، والعرب الموالون لهم على المسلمين، فتنادوا للثأر مما حل بهم، وبخاصة تغلب وإياد والنمر، وزحفوا نحو الفراض، وجرى بين الجانبين قتال دموي رهيب في "15 ذي القعدة 12هـ/ 21 كانون الثاني 634م"، انتهى بهزيمة الحلفاء[1]. [1] الطبري: ج[3] ص383، 384.
فتوح بلاد الشام:
تمهيد:
يكاد يتفق الباحثون في تاريخ الفتوح الإسلامية على أن بلاد الشام كانت في مقدمة اهتمامات الخليفة أبي بكر الهادفة إلى التوسع عبر المناطق المألوفة للعرب جغرافيًا[2]، وكانت هذه البلاد أكثرها التصاقًا بذاكرة العربي التاجر، حيث سعى إليها في رحلة الصيف، أو سمع الكثير عنها من رجال القوافل، ورواة الأخبار.
وتعود بدايات السياسية التوسعية في تلك المنطقة إلى عصر الرسالة، كما ذكرنا من قبل، وكانت هذه الرؤية حاضرة في ذهن أبي بكر الحريص على انتهاج سياسة النبي التوسعية، منذ بداية عهده، وإذا كانت ملامح هذه السياسة قد ظهرت أولًا في العراق، فإن الجبهة الشامية قد استقطبت الجانب الأكبر من اهتمامات أبي بكر[3]، وبخاصة بعد انتصارات المسلمين في العراق.
وتمت خطة التحرك نحو بلاد الشام في السنة الثانية عشرة للهجرة، بعد مشاورات أجراها أبو بكر مع كبار الصحابة من أهل الحل والعقد، ثم قام بتعبئة المسلمين لغزو هذه البلاد.
كان رد فعل عامة المسلمين الفوري الصمت، وذلك بفعل هيبة غزو البيزنطيين، حتى قام خالد بن سعيد بن العاص الأموي، فتقبل الفكرة، فكان أول من خرج إلى بلاد الشام بعد أن عقد له أبو بكر لواء، هو أول لواء عقده لحرب الشام.
تحمست بعض القبائل، في سياق هذه الحملة التعبوية، للمشاركة في عملية فتوح بلاد الشام، وأرسلت مقاتليها إلى المدينة، ومع ذلك ظلت الاستجابة بالمشاركة ضعيفة، مما دفع أبا بكر إلى استنفار قبائل اليمن، فجاءه المتطوعون من حمير ومذحج. [1] الطبري: ج3 ص383، 384. [2] المصدر نفسه: ص387، ابن عساكر، أبو القاسم علي بن الحسن: تاريخ مدينة دمشق ج2 ص61، 62. [3] بيضون، إبراهيم: ملامح التيارات السياسية في القرن الأول الهجري ص59، 60.
نام کتاب : تاريخ الخلفاء الراشدين الفتوحات والإنجازات السياسية نویسنده : طقوش، محمد سهيل جلد : 1 صفحه : 145