عائشة -رضي الله عنها- مرفوعًا: "سيكون لبني العباس راية، ولن تخرج من أيديهم ما أقاموا الحق" [1].
وقال الدارقطني في الأفراد: حدثنا عبد الله بن عبد الصمد بن المهتدي، حدثنا محمد بن هارون السعدي، حدثنا أحمد بن إبراهيم الأنصاري، عن أبي يعقوب بن سليمان الهاشمي، قال: سمعت المنصور يقول: حدثني أبي عن جدي عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال للعباس: "إذا سكن بنوك السواد، ولبسوا السواد، وكان شيعتهم أهل خراسان، لم يزل الأمر فيهم حتى يدفعوه إلى عيسى ابن مريم"[2].
أحمد بن إبراهيم ليس بشيء وشيخه مجهول، والحديث ضعيف، حتى إن ابن الجوزي ذكره في الموضوعات، وله شاهد أخرجه الطبراني في الكبير عن أحمد بن داود المكي عن محمد بن إسماعيل بن عون النيلي عن الحارث بن معاوية بن الحارث عن أبيه عن جده أبي أمه عن سلمة -رضي الله عنها- مرفوعًا: "الخلافة في ولد عمي وصنو أبي[3] حتى يسلموها إلى المسيح". وأخرجه الديلمي من وجه آخر عن أم سلمة رضي الله عنها.
وقال العقيلي في كتاب الضعفاء: حدثنا أحمد بن محمد النصيبي، حدثنا إبراهيم بن المستمر العروقي، حدثنا أحمد بن سعيد الجبيري، حدثنا عبد العزيز بن بكار بن عبد العزيز بن أبي بكرة عن أبيه عن جده أبي بكرة -رضي الله عنه- مرفوعًا: "يلي ولد العباس من كل يوم تليه بنو أمية يومين، ومن كل شهر شهرين"[4].
هذا حديث أورده ابن الجوزي في الموضوعات وأعله ببكار، وليس كما قال، فإن بكارًا لم يتهم بكذب ولا وضع، بل قال فيه ابن عدي: هو من جملة الضعفاء الذين يكتب حديثهم، ثم قال: وأرجو أنه لا بأس به، ولعمري فليس معنى الحديث ببعيد؛ فإن دولة العباسيين في حال علوها ونفوذ كلمتها في أقطار الأرض شرقًا وغربًا ما عدا أقصى المغرب، كانت من سنة بضع وثلاثين ومائة إلى سنة بضع وتسعين ومائتين، حتى تولى المقتدر، وفي أيامه انخرم النظام، وخرجت المغرب بأسرها عن أمره، ثم تتابع الفساد والاختلال في دولته وبعده كما سيأتي، فكانت أيام شموخ دولتهم ومملكتهم مائة وبضعًا وستين سنة، وهي ضعف أيام بني أمية الشامخة؛ فإنها كانت اثنتين وتسعين سنة، منها تسع سنين الأمر فيها لابن الزبير، فصفت ثلاثة وثمانين وكسرًا، وهي ألف شهر سواء.
ثم وجدت للحديث شاهدًا، قال الزبير بن بكار في الموفقيات: حدثني علي بن صالح عن جدي عبد الله بن مصعب عن أبيه عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أنه قال لمعاوية: لا تملكون يومًا إلا ملكنا يومين، ولا شهرًا إلا ملكنا شهرين، ولا حولاً إلا ملكنا حولين. [1] أخرجه الديلمي في مسند الفردوس "ح3442". [2] الموضوعات لابن الجوزي "344/1" [3] صنو أبي: الصنو: المثل، وفي رواية: "العباس صنوي" يريد أن أصل العباس وأصل أبي واحد. [4] أخرج العقيلي في الضعفاء "5/3". وابن الجوزي في الموضوعات "345/1".