نام کتاب : تاريخ الإسلام - ت تدمري نویسنده : الذهبي، شمس الدين جلد : 47 صفحه : 351
التّتار وخدموا معهم، وكفى اللَّه شرَّهم. وعُلِّق رأسُ بركةَ خان عَلَى قلعة حلب. ووصل الخبر إلى القاهرة فزُيِّنت، وحصل الصُّلْح التّامّ والوُدّ بين السّلطان وبين صاحب حمص والحلبيّين [1] .
وأمّا المُحَارِفُ الملكُ إِسْمَاعِيلُ فإنّه التجأ إلى حلب عند ابن ابن أخته الملك النّاصر صلاح الدّين، فأرسل صاحبُ مصر البهاءَ زُهير إلى النّاصر صاحب حلب يطلب منه إِسْمَاعِيلَ، فشقّ ذَلِكَ عَلَى النّاصر وقال: كيف يحسُن بي أن يلتجئ إليّ خال أَبِي وهو كبير البيت، وأبعثه إلى من يقتله وأخفِر ذِمَّته؟! فرجع البهاء زُهير [2] .
وأمَّا نائبُ دمشق حسامُ الدّين فإنّه سار إلى بَعْلَبَكّ وحاصرها، وبها أولاد الصّالح إِسْمَاعِيل، فسلّموها بالأمان، ثُمَّ أُرسِلُوا إلى مصر تحت الحَوْطة هم والوزير أمينُ الدّولة والأستاذ دار ناصر الدّين ابن يغمور، فاعتُقِلوا بمصر، وصَفَت البلاد للملك الصّالح [3] . وبقي النّاصر دَاوُد بالكَرَك فِي حُكْم المحصور [4] . ثمّ رضي السّلطان على فخر الدّين ابن شيخ الشّيوخ، وأخرجه من الحبس بعد موت أخيه الوزير معين الدّين، وسيَّره فاستولى عَلَى جميع بلاد النّاصر دَاوُد، وخرّب ضِياع الكَرَك، ثُمَّ نازلها أيّاما، وقَلَّ ما عند النّاصر من الملك والذّخائر بِهَا، وقلّ ناصُره [5] ، فعمل قصيدة يعاتب بِهَا السّلطانَ، ويذكر فيها ما لَهُ من اليد عنده من ذَبّه عَنْهُ وتمليكه ديار مصر، وهي:
قلْ للَّذي [6] قاسمتُه ملكَ اليدِ ... ونهضتُ فِيهِ نهضةَ المستأسِدِ
عاصيتُ فِيهِ ذوي الحِجَى من أسرتي ... وأطعت فيه مكارمي وتودّدي [1] مفرّج الكروب 5/ 359، 360. [2] مفرّج الكروب 5/ 360. [3] مفرّج الكروب 5/ 361، 362. [4] مفرّج الكروب 5/ 363. [5] مفرّج الكروب 5/ 363، 364. [6] في مفرّج الكروب 5/ 365، والفوائد الجلية 262، وذيل مرآة الزمان 1/ 161، وشفاء القلوب 352 «قولوا لمن» . والمثبت يتفق مع: النجوم الزاهرة 6/ 326.
نام کتاب : تاريخ الإسلام - ت تدمري نویسنده : الذهبي، شمس الدين جلد : 47 صفحه : 351