responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الإسلام - ت تدمري نویسنده : الذهبي، شمس الدين    جلد : 23  صفحه : 43
أنْعى إليك بيانًا تستبشر [1] له ... أقوال كلِّ فصحٍ مَقُول فَهم
أنْعى إليك إشارات العُقول معًا ... لم يَبْق مِنْهنّ الّا دارسُ الْعِلْمَ [2] .
أنْعى- وحقَّك- أحلامًا [3] لطائفةٍ ... كانت مطاياهم من مكمد الكِظَمِ
مضى الجميعُ، فلا عَيْنُ ولا أثرُ ... مُضِيّ عادٍ وفِقْدَانَ الأُولَى إرَم
وخلفوا معشرًا يَجْدُون [لِبستَهم] [4] ... أعمى من البَهْم بل أعمى من النَّعَمِ
[5] ثم سكت، فقال خادمه أحمد بن فاتك: أوْصِني يا سيّدي.
فقال: هي نفسُك إنّ لم تَشْغلْها شَغَلتْك [6] .
فلمّا أصبحنا أُخرج من الحبْس، فرأيته يتبخْترَ في قَيده ويقول:
نديمي غير منسوبِ [7] .
الأبيات.
ثمّ حُمِل وقُطِّعت يداه ورِجْلاه، بعد أن ضُرِب خمسمائة سوط، ثم صُلب، فسمعته وهو على الْجِذْع يناجي ويقول: إلهي، أصبحتُ في دار الرّغائب انظر إلى العجائب، إلهي إنّك تتودّد إلى مَن يؤذيك، فكيف لَا تتودّد إلى من لَا يؤذَى فيك [8] .
ثمّ رأيتُ أبا بكر الشِّبْليّ وقد تقدَّم تحت الْجِذْع، وصاح بأعلى صوته يقول: أَوَلم أَنْهَكَ عن العالَمين [9] .
ثمّ قال له: ما التَّصوّف؟ قال: أهون مرقاةٍ عندي [10] ما ترى.

[1] في السير: «تستسرّ» ، وفي تاريخ بغداد: «يستكين» .
[2] في الديوان: «الرحم» ، وفي تاريخ بغداد: «العدم» .
[3] في تاريخ بغداد: «وحبك أخلاقا» .
[4] في الأصل بياض، والمستدرك من: سير أعلام النبلاء 14/ 350، وفي تاريخ بغداد: يحذون.
[5] الأبيات في ديوان الحلّاج 24، 25، وتاريخ بغداد 8/ 130.
[6] تاريخ بغداد 8/ 131.
[7] تقدّمت الأبيات قبل قليل، ومطلعها هناك: «حبيبي» بدل «نديمي» .
[8] تاريخ بغداد 8/ 131.
[9] تاريخ بغداد 8/ 121.
[10] في سير أعلام النبلاء 14/ 350: «أهون مرقاة فيه ما ترى» .
نام کتاب : تاريخ الإسلام - ت تدمري نویسنده : الذهبي، شمس الدين    جلد : 23  صفحه : 43
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست