نام کتاب : تاريخ الإسلام - ت تدمري نویسنده : الذهبي، شمس الدين جلد : 23 صفحه : 368
يَقُولُ: اجتزت بابن الجصّاص، وكان بيننا مصاهرة، فرأيته عَلَى روشن داره وهو حافٍ حاسر، يعدو كالمجنون، فلمّا رآني استحيا، فقلت: ويلك ما لك؟
فقال: يحق لي أنّ يذهب عقلي، وقد أخذوا منّي كذا وكذا أمرا عظيمًا.
فقلت مسليًا لَهُ: ما سَلْم لك يكفي. وإنّما يقلق هذا القلق من يخاف الحاجة، فأصبر حتّى أواقفك، أنك غنيّ.
قَالَ: هات.
فقال: أليس دارك هذه بفرشها وآلاتها لك؟ وعقارك بالكرخ وضياعك؟
فما زلت أحاسبه إلى أنّ بلغ قيمة ما بقي له سبعمائة ألف دينار.
ثمّ قلت: وأصدقني عمّا سَلْم لك من الجوهر والعبيد والخيل وغير ذَلِكَ.
فحسبنا ذَلِكَ، فإذا هُوَ بقيمة ثلاثمائة ألف دينار أخرى، فقلت: فمن ببغداد مثلك اليوم وجاهك قائم؟! فسجد للَّه وبكى، وقال: قد أنقذني اللَّه بك. ما عزانيّ أحد أنفع منك، وما أكلت شيئًا منذ ثلاث، وأحب أنّ تقيم عندي لنأكل ونتحدث. فقلت:
أفعل. فأقمت يومي عنده [1] .
قَالَ التّنُوخيّ [2] : وكنت اجتمعت مَعَ أَبِي عليّ ولد أَبِي عَبْد اللَّه ابن الجصاص فسألته عمّا يحكي عَنْ أَبِيهِ من أنّ الْإِمَام قرأ: وَلَا الضَّالِّينَ [1]: 7 [3] فقال: إيْ لعمري، بدل آمين [4] .
وإنّه أراد أنّ يقب رأس الوزير الخاقانيّ، فقال: إنّ فيه دهنا. [1] والحكاية في: المنتظم لابن الجوزي 6/ 213، 214، وهي باختصار في البداية والنهاية 11/ 156، 157. [2] في: نشوار المحاضرة 1/ 29. [3] آخر سورة الفاتحة. [4] الهفوات النادرة للصابي 147، أخبار الحمقى والمغفّلين 53، ذيل زهر الآداب 203، فوات الوفيات 1/ 275، وانظر نادرة مشابهة في البصائر والذخائر للتوحيدي 1/ 145 بتحقيق د.
إبراهيم الكيلاني، مكتبة أطلس ومطبعة الإنشاء بدمشق 1964.
نام کتاب : تاريخ الإسلام - ت تدمري نویسنده : الذهبي، شمس الدين جلد : 23 صفحه : 368