نام کتاب : تاريخ الإسلام - ت تدمري نویسنده : الذهبي، شمس الدين جلد : 23 صفحه : 153
مشايخ الرّيّ رأى في النَّوم كأنّ براءةً نزلت من السّماء فيها مكتوب: هذه براءة ليوسف بن الحسين ممّا قيل فيه. فسكتوا عنه بعد ذلك [1] .
قال الخطيب [2] : سمع منه: أبو بكر النّجّاد.
قلت: وهو صاحب حكاية الفأرة لما سأل ذا النّون عن الاسم الأعظم [3] .
وقد راسله الْجُنَيْد وأجابه هو، وطال عُمَره وشاعَ ذكره.
وعن أبي الحَسَن الدّرّاج قال: لما وَرَدَ على الْجُنَيْد رسالة يوسف اشتقت إليه، فخرجت إلى الرّيّ، فلمّا دخلتها سألتُ عنه فقالوا: إيش تعمل بذاك الزِّنديق؟ فلم أحضره.
فلمّا أردت السفر قلت: لَا بُدّ لي منه. فلمّا وقفت على بابه تغيَّر عليَّ حالي، فلمّا دخلت إذا هو يقرأ في مُصْحَف فقال: لأيشٍ جئت؟
قلت: زائرًا.
فقال: أرأيت لو ظهر لك هنا مَن يشتري لك دارًا وجارية ويقوم بكفايتك، اكنت تنقطع بذلك عنّي؟
قلتُ: يا سيّدي، ما ابتلاني الله بذلك.
فقال: اقعد، فانت عاقل، تُحْسِن تقول شيئًا؟
قلت: نعم.
قال: هات.
فأنشدَ البيتين المتقدّمين، إلى آخر الحكاية [4] .
وقال أبو بكر الرّازيّ: قال يوسف بن الحسين: بالأدب يُفهم العِلم، وبالعلِم يصحّ لك العمل، وبالعمل تُنال الحكمة، وبالحكمة يُفهم الزُّهْد، وبالزُّهْد تُترك الدّنيا، وبِتَرك الدّنيا يُرْغب في الآخرة، وبالرغبة في الآخرة يُنال رضى الله تعالى [5] . [1] تاريخ بغداد 14/ 318. [2] في تاريخه 14/ 314. [3] الحكاية في: تاريخ بغداد 14/ 317، وطبقات الحنابلة 1/ 420، والمنتظم 6/ 142. [4] تاريخ بغداد 14/ 317، 318. [5] طبقات الصوفية 189 رقم 17.
نام کتاب : تاريخ الإسلام - ت تدمري نویسنده : الذهبي، شمس الدين جلد : 23 صفحه : 153