نام کتاب : تاريخ الإسلام - ت تدمري نویسنده : الذهبي، شمس الدين جلد : 18 صفحه : 374
فدك، فأدخلناه على الشيوخ ببغداد، فقبلوه إلا ابن شيبة العلويّ، فإنّه قال: لا يشبه آخر هذا الحديث أوّلَه. فلم يقبله.
قال الصّفّار: كان أبو العيناء يحدِّث بهذا بعد ما تاب.
وأنشد المبّرد للجاحظ:
إنْ حال لونُ الرّاسِ عن حاله ... ففي خضاب الرأس مستمتعُ
هَبْ من له شَيْبٌ له حيلة ... فما الَّذِي يحتاله الأصلعُ [1] ؟
وقال رَجُل للجاحظ: كيف حالك؟
فقال: يتكلّم الوزير برأيي، وصلات الخليفة متواترة لي، [وآكُل من لحم الطّير] [2] أسمنها، وألبس من الثّياب ألينها، وأنا صابر حتّى يأتي اللَّه بالفرج.
فقال له: الفرج ما أنت فِيهِ.
قال: بل أحبّ أنّ ألي الخلافة، وتحيلت إلى محمد بْن عَبْد الملك، يعني الوزير، فهذا هُوَ الفرج [3] .
وقال أبو العَيْناء، أنشدنا الجاحظ:
يَطِيب العَيْش أنّ تلقى حكيما ... وفضل العلم يعرفه الأديب [4]
سقام الحرص ليس له داء [5] ... وداء الجهل ليس له طبيب [6]
وقد عُمّر الجاحظ وبقي كلحْمٍ على قضم.
قال المبرّد: دخلتُ على الجاحظ فِي آخر أيّامه فقلت: كيف أنت؟ [1] تاريخ بغداد 12/ 215. [2] في الأصل بياض، والّذي بين الحاصرتين استدركته من: تاريخ بغداد. [3] تاريخ بغداد 12/ 219.
[4] في تاريخ بغداد:
يطيب العيش أن تلقى حكيما ... غذاه العلم والظن المصيب
فيكشف عنك حيرة كل جهل ... وفضل العلم يعرفه الأديب [5] في تاريخ بغداد: «ليس له شفاء» .
[6] تاريخ بغداد 12/ 215.
نام کتاب : تاريخ الإسلام - ت تدمري نویسنده : الذهبي، شمس الدين جلد : 18 صفحه : 374