responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون    جلد : 7  صفحه : 659
رعى الله ليلى لو علمت طريقها ... فرشت لأخفاف المطيّ بها خدّي
وما شاقني والطيف يرهب أدمعي ... ويسبح في بحر من الليل مزبد
وقد سلّ خفّاق الذوائب بارق ... كما سلّ لمّاع الصّقال من الغمد
وهزّت محلاة يد الشّوق في الدّجى ... فحلّ الّذي أبرمت للصبر من عقدي
وأقلق خفّاق الجوانح نسمة ... تنمّ مع الأصباح خافقة البرد
وهبّ عليل لفّ طيّ بروده ... أحاديث أهداها إلى الغور من نجد [1]
سوى صادح في الأيّك لم يدر ما الهوى ... ولكن دعا مني الشجون على وعد
فهل عند ليلى نعّم الله ليلها ... بأنّ جفوني ما تملّ من السّهد
وليلة إذ وافى الحجيج إلى منى [2] ... وفت لي المنى منها بما شئت من قصد
فقضيت منها فوق ما أحسب المنى ... وبرد عفاف صانه الله من برد
وليس سوى لحظ خفيّ نجيله ... وشكوى كما ارفضّ الجمان من العقد
غفرت لدهري بعدها كلّ ما جنى ... سوى ما جشى [3] وفد المشيب على فودي
عرفت بهذا الشيب فضل شبيبتي ... وما زال فضل الضّدّ يعرف بالضّد
ومن نام في ليل الشباب ضلالة ... سيوقظه صبح المشيب إلى الرّشد
أما والهوى ما حدت عن سنن الهدى [4] ... ولا جرت في طرق الصّبابة عن قصد
تجاوزت حدّ العاشقين الأولى مضوا [5] ... وأصبحت في دين الهوى أمّة وحدي
نسيت وما أنسى وفائي لخلّتي ... وأقفر ربع القلب إلّا من الوجد
إليك أبا زيد شكاة رفعتها ... وما أنت من عمر ولديّ ولا زيد
بعيشك خبّرني وما زلت مفضلا ... أعندك من شوق كمثل الّذي عندي
فكم ثار بي شوق إليك مبرّح ... فظلّت يد الأشواق تقدح من زندي
وصفّق حتى الريح في لمم الرّبى ... وأشفق حتى الطّفل في كبد المهد
يقابلني منك الصّباح بوجنة ... حكى شفقا فيه الحياء الّذي تبدي

[1] هو غور تهامة ما بين ذات عرق في البحر، وكل ما انحدر سبه مغرّبا عن تهامة فهو غور (معجم البلدان) .
[2] الحجيج: قاصدين بيت الله للحجّ، وهني: موضع في جبل عرفة بجانب مكة.
[3] وفي نسخة ثانية: ما حنى.
[4] وفي نسخة ثانية: أما والهوى ما حلت عن سنن الهوى.
[5] وفي نسخة ثانية:
تجاوزت حدّ العاشقين الألى قضوا ... والعمة في البصيرة كالعمى في البصر
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون    جلد : 7  صفحه : 659
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست