نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون جلد : 7 صفحه : 628
وكتب إليّ يهنّئني بمولود، ويعاتب على تأخير الخبر بولادة عنه [1] :
هنيئا أبا الفضل الرضا وأبا زيد ... وأمّنت من بغي يخاف ومن كيد
بطالع يمن طال في السعد شأوه [2] ... فما هو من عمره الرجال ولا زيد
وقيّد بشكر الله أنعمه التي ... أوابدها [3] تأبى سوى الشكر من قيد
أهلا بدري المكاتب [4] ، وصدري المراتب، وعتبى الزّمن [5] العاتب [6] وبكر المشتري والكاتب [7] ، ومرحبا بالطالع، في أسعد المطالع، والثّاقب [8] ، في أجلى المراقب، وسهلا بغنيّ البشير، وعزّة الأهل والعشير، وتاج الفخر الّذي يقصر عنه كسرى وأردشير [9] ، الآن اعتضدت الحلّة الحضرمية [10] بالفارس، وأمن السّارح [11] في حمى الحارس، وسعدت بالمنير الكبير، أفلاك التّدوير [12] ، من حلقات المدارس، وقرّت بالجنى الكريم عين الغارس، واحتقرت أنظار الآبلي وأبحاث ابن الدّارس، [1] قدم لها ابن الخطيب في ريحانة الكتاب بقوله: ومن ذلك في مخاطبة صاحب قلم الإنشاء أبي زيد بن خلدون. [2] الشأو: الشوط والغاية. [3] جمع آبدة، وهي في الأصل البهيمة توحشت، ونفرت من الانس. [4] كوكب دري: ثاقب شديد الإنارة، عظيم المقدار. [5] أعتبه: أزال عتبة، والعتبى: اسم من الإعتاب. وفي المثل: «لك العتبى ولا أعود» . أي لك مني أن أرضيك، بقوله التائب المعتذر مجمع الأمثال 2/ 102. [6] الزمن العاتب: الغاضب. [7] كان ابن الخطيب شغوفا بأن يوري في كتابته بمصطلحات العلوم، وهو هنا ناظر الى ما اصطلح عليه المنجمون من أن القمر إذا اتصل- وهو في البروج الصاعدة- بالمشتري، وهو كوكب سعد، وبالكاتب- وهو عطارد في عرف أهل المغرب- دل ذلك على أن المولود ذكر، وأن حظه من العلوم العقلية، والنقلية كبير. [8] الثاقب: المرتفع. [9] هو أردشير بن بابك، أول ملوك الدولة السلسانية (226- 241 م) . وقد ورد في بعض النسخ، وتاريخ أبي الفداء: «أزدشير» بالزاي. وهو تصحيف قديم، فقد قال ابن حجر: «وسمعت من يذكره بالزاي» . تاج العروس 2/ 288، الطبري 2/ 56. [10] الحلة: البيت، والجمع الحلال. والحضرمية نسبة الى حضرموت، حيث ينتهي نسب ابن خلدون. [11] السارح: الّذي يغدو عليك ويروح. [12] فلك التدوير- لكل كوكب- هو فلك صغير لا يحيط بالأرض، وفيه يكون مسير الكوكب.
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون جلد : 7 صفحه : 628