نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون جلد : 7 صفحه : 612
فأدنينا إليها المراحل، وعنينا ببحار المحلّات المستقلّات منها السّاحل [1] ، ولما أكثبنا [2] جوارها، وكدنا نلتمح [3] نارها، تحرّكنا إليها ووشاح [4] الأفق المرقوم، بزهر النّجوم، قد دار دائره، واللّيل من خوف الصّباح، على سطحه المستباح، قد شابت غدائره، والنّسر [5] يرفرف باليمن طائره، والسّماك الرّامح [6] يثأر بعز الإسلام ثائره، والنّعائم راعدة [7] فرائص [8] الجسد، من خوف الأسد [9] ، والقوس [10] يرسل سهم السّعادة [11] ، بوتر العادة، إلى أهداف النعم المعادة، والجوزاء [12] عابرة نهر المجرّة [13] ، والزهرة [14] تغار من الشّعري العبور [15] [1] أحل فلان أهله بمكان كذا: جعلهم يحلونه. واستقل القوم: ذهبوا وارتحلوا. [2] اكثب: قارب، ودنا من الشيء. [3] التمحه: أبصره بنظر خفيف. [4] الوشاح: شيء ينسج عريضا من أديم، ويرصع بالجواهر، وتشده المرأة بين عاتقها وكشحها. [5] النسران: كوكبان شآميان، أحدهما واقع، والأخر طائر. فالواقع كوكب نير، خلفه كوكبان أصغر منه، يكونان معه صورة الاتافي، ويقولون: هما جناحاه وقد ضمهما إليه حين وقع. أما الطائر، فهو إزاء النسر الواقع في ناحية الشمال، وتفصل بينهما المجرة، وهو كوكب منير بين كوكبين تخيلوهما جناحيه قد نشرهما. وانظر كتاب «الأنواء» لابن قتيبة ص 133 لسان (نسر) . [6] السماء الرامح: نجم نير شمالي، خلفه كوكبان بمنزلة الرمح له. وهو نجم لا نوء له ويقابله السماك الأعزل، وهو من منازل القمر. [7] النعائم: منزلة من منازل القمر، وهي أربعة كواكب مربعة على طرف المجرة. وهناك نعائم واردة، ونعائم صادرة، فالواردة منها هي التي ترد في نهر المجرة، والصادرة قد وردت وصدرت، أي رجعت عنها. لسان العرب (نعم) . [8] راعدة الفرائص: فزعة، مرتجفة، والفرائص، جمع فريصة، وهي مرجع الكتف الى الخاصرة في وسط الجنب. [9] الأسد: أحد البروج الشمالية الاثني عشر. وكواكبه 34 كوكبا. [10] القوس، ويسمى الرامي: أحد البروج الاثني عشر من البروج الجنوبية، وهو كوكبة على صورة شخص نصفه الأعلى إنسان، بيده قوس يرمي به، والنصف الأسفل منه على صورة فرس. وكواكبه 31 كوكبا، ويقع خلف كوكبة العقرب. [11] السهم- في مصطلح المنجمين: عبارة عن موضع في دائرة فلك البروج، يقع بين طولي كوكبين من الكواكب السيارة. ولهم في استخراجه طرق حسابية معروفة، ولهذا الموضع المعين دلالة خاصة. وأقوى السهام: سهم السعادة، وسهم الغيب. [12] الجوزاء، وتسمى التوأمين: برج من بروج الشمس الشمالية، وهي صورة إنسانين رأسهما، وسائر كواكبهما في الشمال والمشرق عن اجرة، وأرجلهما الى الجنوب والمغرب في نفس المجرة، وهما كالمتعانقين.
كواكبها 25 كوكبا. [13] المجرة: البياض الّذي يرى في السماء، وتسمى عند العوام بسبيل التبانين، وهي كواكب صغار، متقاربة، متشابكة لا تتمايز حسا، بل هي لشدة تكاثفها وصغرها صارت كأنها لطخات سحابية، والعرب تسميها أم النجوم لاجتماع النجوم فيها. عجائب المخلوقات للقزويني 1/ 32 وما بعدها. [14] الزهرة، كتؤدة: نجم أبيض مضيء من الكواكب السبعة السيارة، ويسميها المنجمون السعد الأصغر، لأنها في السعادة دون المشتري. تاج العروس (زهر) .
[15] الشعري العبور (بكسر الشين) : كوكب نير من كوكبة الجوزاء، في حجم الزهرة ونورها تقريبا، يقال لها الشعرى العبور، ومرزم الشعرى، ذكرت في القرآن: «وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرى» 53: 49 (49 من سورة النجم) .
وقد عبدها قوم من العرب في الجاهلية. وسميت العبور لأنها- فيما يزعمون- عبرت السماء عرضا، ولم يعبرها غيرها، فلذلك عبدوها. تاج العروس (شعر) .
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون جلد : 7 صفحه : 612