responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون    جلد : 7  صفحه : 579
زغبة في طاعته واجتمعوا على خدمته ونهض من تلمسان لشفاء نفسه من حصين وبجاية، وذلك في أخريات إحدى وسبعين وسبعمائة فوفدت عليه بطائفة من الزواودة أولاد عثمان بن يوسف بن سليمان لنشارف أحواله، ونطالعه بما يرسم له في خدمته، فلقيناه بالبطحاء، وضرب لنا موعدا بالجزائر، انصرف به العرب إلى أهليهم، وتخلّفت بعدهم لقضاء بعض الأغراض واللحاق بهم، وصلّيت به عيد الفطر على البطحاء، وخطبت به وأنشدته عند انصرافه من المصلى تهنئة بالعيد وغرضه [1] :
هذي الديار فحيّهنّ صباحا ... وقف المطايا بينهنّ طلاحا
لا تسأل الأطلال إن لم تروها ... عبرات عينك واكفا ممتاحا
فلقد أخذن على جفونك موثقا ... أن لا يرين مع البعاد شحاحا
إيه على الحيّ الجميع وربّما ... طرب الفؤاد لذكرهم فارتاحا
ومنازل للظاعنين استعجمت ... حزنا وكانت بالسرور فصاحا
وهي طويلة، ولم يبق في حفظي منها إلّا هذا.
وبينما نحن في ذلك إذ بلغ الخبر بأنّ السلطان عبد العزيز صاحب المغرب الأقصى من بني مرين قد استولى على جبل عامر بن محمد الهنتاتي بمراكش، وكان أخذ بمخنقه منذ حول، وساقه إلى فاس، فقتله بالعذاب، وأنّه عازم على النهوض إلى تلمسان لما سلف من السلطان أبي حمو أثناء حصار السلطان عبد العزيز لعامر في جبله، من الإجلاب على ثغور المغرب، ولحين وصول هذا الخبر، أضرب السلطان أبو حمّو على ذلك الّذي كان فيه، وكرّ راجعا إلى تلمسان. وأخذ في أسباب الخروج إلى الصحراء مع شيعة بني عامر من أحياء زغبة، فاستألف وجمع وسدّد الرجال وقضى عيد الأضحى، وطلبت منه الإذن في الانصراف إلى الأندلس لتعذّر الوجهة إلى بلاد رياح، وقد أظلم الجوّ بالفتنة، وانقطعت السبل، فأذن لي وحمّلني رسالة إلى السلطان ابن الأحمر. وانصرفت إلى المرسي بهنين، وجاءه الخبر بنزول صاحب المغرب تازا في عساكره، فأجفل بعدي من تلمسان ذاهبا إلى الصحراء على طريق البطحاء. وتعذّر عليّ ركوب البحر من هنين فأقصرت، وتأدّى الخبر إلى السلطان عبد العزيز بأني مقيم بهنين، وأنّ معي وديعة احتملتها إلى صاحب

[1] وفي نسخة ثانية: أهنيه بالعيد، وأحرّضه.
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون    جلد : 7  صفحه : 579
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست