نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون جلد : 7 صفحه : 576
وتقبّض على الباقين، فأودع منهم السجون، وصلب الكثير، وقتل سندمر في محبسه، وألقى زمام الدولة بيد كبير من موالي السلطان فقام بها مستبدّا وقادها مستقلّا، وبيد الله تصاريف الأمور ومظاهر الغيوب جلّ وعلا.
ورغبتي من سيّدي أبقاه الله أن لا يغبّ خطابه عني متى أمكن، أن يصل منّته الجمة، وأن يقبّل عني أقدام تلك الذات المولويّة، ويعرّفه بما عندي من التشيع لسلطانه، والشكر لنعمته، وأن ينهي عني لحاشيته وأهل اختصاصه التحيّة المختلسة من أنفاس الرياض، كبيرهم وصغيرهم.
وقد تأدّى مني إلى حضرته الكريمة خطاب على يد الحاجّ نافع سلّمه الله تناوله من الأخ يحيى عند لقائه إيّاه بتلمسان بحضرة السلطان أبي حمّو أيّده الله، فربّما يصل وسيّدي يوضح من ثنائي ودعاني ما عجز عنه الكتاب، والله يبقيكم ذخرا للمسلمين وملاذا للآملين بفضله، والسلام الكريم عليكم، وعلى من لاذ بكم من السادة الأولاد المناجيب، والأهل والحاشية والأصحاب، من المحبّ فيكم المعتدّ بكم شيعة فضلكم ابن خلدون ورحمة الله وبركاته.
عنوانه سيدي وعمادي وربّ الصائع والأيادي والفضائل الكريمة الخواتم والمبادي إمام الأمّة، علم الأئمّة، تاج الملّة فخر العلماء عماد الإسلام، مصطفى الملوك الكرام، كافل الإمامة، تاج الدول أثير الله، ولي أمير المؤمنين، الغنيّ باللَّه أيّده الله، الوزير أبو عبد الله بن الخطيب أبقاه الله، وتولّى عن المسلمين جزاه.
(وكتب) إليّ من غرناطة: يا سيدي ووليّ وأخي ومحلّ ولدي، كان الله لكم حيث كنتم ولا أعدمكم لطّفه وعنايته، لو كان مستقرّكم بحيث يتأتى إليه ترديد رسول، وإنفاذ مقتطع [1] أو توجيه نائب، لرجعت على نفسي بالأئمة في إغفال حقّكم، ولكن العذر ما علمتم، واحمدوا الله على الاستقرار في كنف ذلك الفاضل الّذي وسعكم كنفه، وشملكم فضله، شكرا للَّه حسبه الّذي لم يخلف وشهرته التي لم تكدّر.
وإني اغتنمت سفر هذا الشيخ وافد الحرمين بمجموع الفتوح [2] في إيصال كتابي [1] وفي نسخة ثانية: أو ايفاد متطّلع. [2] كانت العادة عندهم ان يبعثوا باخبار فتوحهم وتوسعاتهم التي تحصل كل سنة، يرسلونها الى الملوك والسلاطين وإلى الحرم النبوي بوجه خاص، وهذا ما أشار إليه ابن الخطيب.
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون جلد : 7 صفحه : 576