responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون    جلد : 7  صفحه : 574
الملّة، وكمل فيها والحمد للَّه بحسن التدبير ويمن التعبية [1] ، من حميد الأثر، وخالد الذّكر، طراز في حلّة الخلافة النّصريّة، وتاج في مفرق الوزارة. كتبه الله لك فيما يرضاه الله من عباده.
ووقفت عليه الأشراف من أهل هذا العصر المحروس، وأذعته في الملأ سرورا لعزّ الإسلام وإظهارا للنعمة، واستطرادا لذكر الدولة المولويّة بما تستحقّه من طيب الثناء والتماس الدعاء، والتحديث بنعمتها، والإشادة بفضلها على الدول السالفة والخالفة وتقدّمها، فانشرحت الصدور حباء، وامتلأت القلوب إجلالا وتعظيما، وحسنت الآثار اعتقادا ودعاء.
وكان كتاب سيدي لشرف تلك الدولة عنوانا، ولما عساه يستعجم من نعتي في مناقبها ترجمانا، زاده الله من فضله، وأمتع المسلمين سكون الغريب من الشوق المزعج [2] ، والحيرة التي تكاد تذهب بالنفس أسفا لتجافي عرمها عن الأمن [3] والتقويض عن دار العزيز المولى المنعم، والسيّد الكريم، والبلد الطيّب، والإخوان البررة، «ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير» وإن تشوّفت السيادة الكريمة إلى الحال، فعلى ما علمتم سيرا مع الأمل، ومغالبة للأيام على الحظّ، وإقطاعا للغفلة جانب العمر.
هل نافعي والجدّ في صبب ... مدى مع الآمال في صعد
رجع الله بنا إليه، ولعلّ في عظتكم النافعة شفاء من هذا الداء، العياء إن شاء الله، وأنّ لطف الله مصاحب من هذه الرئاسة المزنية، وحسبك بها عليه عصمة وافية [4] ، صرفت وجه القصد إلى ذخيرتي التي كنت أعتدّها منهم كما علمتم، حين تفاقم الخطب، وتلوّن الدهر، والإفلات من مظانّ النكبة، وقد رنّقت [5] حولها بعد ما جرّته الحادثة بمهلك السلطان المرحوم على يد ابن عمّه، قريعة في الملك وقسيمه في النسب، والتياث الجاه، وتغيّر السلطان، واعتقال الأخ المخلّف،

[1] وفي نسخة ثانية: ويمن النقيبة. ويقال رجل ميمون النقيبة أي مظفر المطالب ناجح الفعال.
[2] وفي نسخة ثانية: وأمتع المسلمين ببقائه، وبثثته شكوى الغريب من السوق المزعج.
[3] وفي نسخة ثانية: للتجافي عن مهاد الأمن.
[4] وفي نسخة ثانية: وحسبك بها علمته عصمة وافية.
[5] رنقت حولها: أي توقفت. وفي نسخة ثانية: رتعت.
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون    جلد : 7  صفحه : 574
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست