responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون    جلد : 7  صفحه : 513
وكان قدم علينا في جملة السلطان أبي الحسن عند ما ملك إفريقية سنة ثمان وأربعين جماعة من أهل العلم كان يلزمهم شهود مجلسه، ويتجمّل بمكانهم فيه، فمنهم شيخ الفتيا بالمغرب وإمام مذهب مالك أبو عبد الله محمد بن سليمان السطّي، فكنت انتاب مجلسه وأفدت عليه. ومنهم كاتب السلطان أبي الحسن وصاحب علامته التي توضع أسفل مكتوباته، إمام المحدّثين أبو محمد عبد المهيمن الحضرميّ، لازمته وأخذت عنه سماعا وإجازة، الأمّهات الست. وكتاب الموطأ، والسير لابن إسحاق، وكتاب ابن الصلاح في الحديث، وكتبا كثيرة سرت [1] عن حفظي. وكانت بضاعته في الحديث وافرة، ونحلته في التقييد والحفظ كاملة، كانت له خزانة من الكتب تزيد على ثلاثة الاف سفر في الحديث والفقه والعربية والأدب والمعقول وسائر الفنون، مضبوطة كلها مقابلة. ولا يخلو ديوان منها عن ضبط بخط بعض شيوخه المعروفين في سنده إلى مؤلفة، حتى الفقه والعربية الغريبة الإسناد إلى مؤلفها في هذه العصور. ومنهم الشيخ أبو العباس أحمد الزواوي إمام المقرءين بالمغرب. قرأت عليه القرآن العظيم بالجمع الكبير بين القراءات السبع، من طريق أبي عمر والداني وابن شريح [2] لم أكملها، وسمعت عليه عدّة كتب، وأجازني بالإجازة العامّة.
ومنهم شيخ العلوم العقلية أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الأيلّي أصله من تلمسان وبها نشأ، وقرأ كتب التعليم وحذق فيها، وأظلّه الحصار الكبير بتلمسان أعوام المائة السابعة، فخرج منها وحجّ ولقي أعلام المشرق يومئذ، فلم يأخذ عنهم لأنه كان مختلطا بعارض عرض في عقله. ثم رجع من المشرق وأفاق وقرأ المنطق والأصلين على الشيخ أبي موسى عيسى ابن الإمام، وكان قرأ بتونس مع أخيه أبي زيد عبد الرحمن على تلميذ أبي زيتون الشهير الذكر [3] وجاءا إلى تلمسان بعلم كثير من المنقول والمعقول، فقرأ الأيلّي على أبي موسى منهما كما قلناه، ثم خرج من تلمسان هاربا إلى المغرب لأنّ سلطانها أبا حمّو يومئذ من ولد يغمراسن بن زيّان، كان يكرهه على التصرّف في أعماله، وضبط الجباية بحسبانه، ففرّ إلى المغرب، ولحق

[1] وفي نسخة ثانية: شذت.
[2] هو المقرئ محمد بن شريح بن أحمد بن محمد ابو عبد الله الإشبيلي (388- 476) .
[3] هو ابن زيتون أبو القاسم، القاسم بن أبي بكر بن مسافر (621- 691) قام برحلة الى الشرق وأخذ عن علمائه، ثم رجع بعدها الى تونس ما سند إليه مهمة القضاء والإفتاء، وهو أول من أظهر تآليف فخر الدين الرازيّ في تونس.
ابن خلدون م 33 ج 7
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون    جلد : 7  صفحه : 513
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست