نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون جلد : 7 صفحه : 512
وعلى أستاذي تونس: منهم الشيخ أبو عبد الله محمد العربيّ الحصايري، وكان إماما في النحو وله شرح مستوفى على كتاب التسهيل. ومنهم أبو عبد الله محمد بن الشواش المزازي [1] . ومنهم أبو العبّاس أحمد بن القصّار، كان ممتعا في صناعة النحو، وله شرح على قصيدة البردة المشهورة في مدح الجناب النبوي وهو حيّ لهذا العهد بتونس.
ومنهم إمام العربية والأدب بتونس أبو عبد الله محمد بن بحر، لازمت مجلسه وأفدت عليه، وكان بحرا زاخرا في علوم اللسان. وأشار عليّ بحفظ الشعر فحفظت كتب الأشعار الستة، والحماسة للأعلم [2] وشعر حبيب [3] وطائفة من شعر المتنبي، ومن أشعار كتاب الأغاني. ولازمت أيضا مجلس إمام المحدّثين بتونس، شمس الدين أبي عبد الله محمد بن جابر بن سلطان القيسيّ الوادياشي صاحب الرحلتين، وسمعت عليه كتاب مسلم بن الحجّاج إلّا فوتا يسيرا من كتاب الصّيد، وسمعت عليه كتاب الموطأ من أوّله إلى آخره، وبعضا من الأمّهات الخمس، وناولني [4] كتبا كثيرة في العربية والفقه وأجازني إجازة عامّة، وأخبرني عن مشايخه المذكورين أشهرهم بتونس قاضي الجماعة أبو العبّاس أحمد بن الغمّاز الخزرجي.
وأخذت الفقه بتونس من جماعة، منهم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحيّاني، وأبو القاسم محمد القصير، وقرأت عليه كتاب التهذيب لأبي سعيد البرادعي، مختصر المدوّنة، وكتاب المالكيّة، وتفقّهت عليه. وكنت في خلال ذلك انتاب مجلس شيخنا الإمام قاضي الجماعة أبي عبد الله محمد بن عبد السلام مع أخي عمر رحمة الله عليهما، وأفدت منه وسمعت عليه أثناء ذلك كتاب الموطأ للإمام مالك، وكانت له طرق عالية عن أبي محمد بن هارون الطائي قبل اختلاطه إلى غير هؤلاء من مشيخة تونس، وكلّهم سمعت عليه، وكتب لي وأجازني، ثم درجوا كلهم في الطاعون الجارف. [1] وفي نسخة ثانية: الزرزالي. [2] هو يوسف بن سليمان بن عيسى النحويّ الشنتمري- نسبة الى شنت مريّة- المعروف بالأعلم (وفيات الأعيان) ج 2 ص 465. [3] المشاعر المشهور وهو حبيب بن أوس الحارث الطائي أبو تمام (190- 226) (وفيات الأعيان) . [4] المناولة حسب مصطلح الحديث تعني الإجازة لشخص بالرواية عن شخص آخر.
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون جلد : 7 صفحه : 512