نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون جلد : 7 صفحه : 409
وأسد رجال من مرين أعزة ... عمائمها بيض وآمالها سمر
عليهم من الماذيّ كلّ مفاضة ... تدافع في أعطافها اللّجج الخضر
هم القوم إن هبّوا لكشف مملّة ... فلا الملتقى صعب ولا المرتقى وعر
إذا سئلوا أعطوا، وإن نوزعوا سطوا ... وإن وعدوا أوفوا وإن عاهدوا برّوا
وإن سمعوا العواء وافوا بأنفس ... كرام على هاماتها في الورى البرّ [1]
وإن مدحوا هزّوا ارتياحا كأنّهم ... نشاوى تمشّت في معاطفهم خمر
وتبسم ما بين الوشيج ثغورهم ... وما بين قضب الدوح يبتسم الزهر
أمولاي غاضت فكرتي وتبدّلت ... طباعي، فلا طبع يقيني [2] ولا فكر
ولولا حنان منك داركتني به ... وأحييتني لم يبق عين ولا أثر
فأوجدت منى فائتا أي فائت ... وأنشرت ميتا ضمّ أشلاءه قبر
بدأت بفضل لم أكن لعظمه ... بأهل فحلّ اللّطف وانشرح الصدر
وطوّقتني النعمى المضعّفة [3] التي ... يقلّ عليها منّي الحمد والشكر
وأنت بتتميم الصنائع كافل ... إلى أن يعود العزّ والجاه والوقر
جزاك الّذي أسنى مقامك رحمة ... تفكّ بها العاني وينفس [4] مضطرّ
إذا نحن أثنينا عليك بمدحة ... فهيهات يحصى الرمل أو يحصر القطر
ولكنّنا نأتي بما نستطيعه ... ومن بذل المجهود حقّ له العذر
ثم انقضى المجلس وانصرف ابن الأحمر إلى نزله، وقد فرشت له القصور وقرّبت له الجياد بالمراكب المذهّبة، وبعث إليه بالكساء الفاخرة، ورتّب الجرايات له ولمواليه من المعلوجي وبطانته من الصنائع، وانحفظ عليه رسم سلطانه في الركب والرجل، ولم يفقد من ألقاب ملكه إلا الأداة أدبا مع السلطان، واستقرّ في حملته إلى أن كان من لحاقه بالأندلس، وارتجاع ملكه سنة ثلاث وستين وسبعمائة ما نذكره إن شاء الله تعالى.
[1] وفي نسخة ثانية: وان سمعوا العوراء فروا بأنفس حرام على هماتها في الوغي الغرّ [2] وفي نسخة ثانية: بعين. [3] وفي نسخة ثانية: المضاعفة. [4] وفي نسخة ثانية: وينعش.
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون جلد : 7 صفحه : 409