نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون جلد : 1 صفحه : 652
الفصل السادس والعشرون في الفلاحة
هذه الصّناعة من فروع الطّبيعيّات وهي النّظر في النّبات من حيث تنميته ونشؤه بالسّقي والعلاج وتعهّده بمثل ذلك [1] وكان للمتقدّمين بها عناية كثيرة وكان النّظر فيها عندهم عامّا في النّبات من جهة غرسه وتنميته ومن جهة خواصّه وروحانيّته ومشاكلتها لروحانيّات الكواكب والهياكل المستعمل ذلك كلّه في باب السّحر فعظمت عنايتهم به لأجل ذلك. وترجم من كتب اليونانيّين كتاب الفلاحة النّبطيّة منسوبة لعلماء النّبط مشتملة من ذلك على علم كبير. ولمّا نظر أهل الملّة فيما اشتمل عليه هذا الكتاب وكان باب السّحر مسدودا والنّظر فيه محظورا فاقتصروا منه على الكلام في النّبات من جهة غرسه وعلاجه وما يعرض له في ذلك وحذفوا الكلام في الفنّ الآخر منه جملة. واختصر ابن العوّام كتاب الفلاحة النّبطيّة على هذا المنهاج وبقي الفنّ الآخر منه مغفلا، نقل منه مسلمة في كتبه السّحريّة أمّهات من مسائله كما نذكره عند الكلام على السّحر إن شاء الله تعالى. وكتب المتأخّرين في الفلاحة كثيرة ولا يعدّون فيها الكلام في الغراس والعلاج وحفظ النّبات من حوائجه وعوائقه وما يعرض في ذلك كلّه وهي موجودة. [1] وفي نسخة أخرى: بالسقي والعلاج واستجادة النبت وصلاحية الفصل وتعاهده بما يصلحه ويتمه من ذلك كله.
نام کتاب : تاريخ ابن خلدون نویسنده : ابن خلدون جلد : 1 صفحه : 652