نام کتاب : إنباء الغمر بأبناء العمر نویسنده : العسقلاني، ابن حجر جلد : 3 صفحه : 168
من ذلك، فمشى قرا يلك إلى ماردين وهي من بلاد قرا يوسف، فكسر عسكرها وقتل منهم نحواً من سبعين نفساً، واخذ من بلادها ثماني قلاع ومدينتين، وحول أهل اثنتين وعشرين قرية بأموالهم وعيالهم ليسكنهم ببلاده، واستمر على حصار ماردين، فلما بلغ ذلك قرا يوسف انزعج منه وسار، ففر منه إلى آمد فتبعه ونازله بها، فانهزم منه إلى قلعة نجم وأرسل إلى نائب حلب ليستأذنه في الدخول إليها، فاشتد الأمر عنه على أهل حلب خوفاً من عسكر قرا يوسف وتهيأوا للخروج منها، وأرسل نائب حلب كتابه وكتاب قرا يلك بما اتفق من قرا يوسف.
وفيه أن قرا يوسف كبس قرا يلك بعد أن عدا الفرات ووصل إلى نهر المرزبان، فهجموا عليه من سميساط، فوقعت بينهم مقتلة بمرج دابق في ثاني عشر شعبان، فانهزم قرا يلك ونهبت أمواله، ونجا في ألف فارس إلى حلب، فأذن له نائبها في دخولها، فرحل أكثر أهل حلب عنها، وبلغ ذلك أهل حماة فنزحوا عنها حتى ترك كثير من الناس حوانيتهم مفتحة فم يمهلوا لقفها، فلما قرئ ذلك على السلطان انزعج وانثنى عزمه عن الحج وأمر بالتجهز إلى الشام وكتب إلى العساكر الإسلامية بالمسير إلى حلب، وكان دخول الخبر بذلك يوم الاثنين ثالث شعبان بعد المغرب على يد بردبك نائب عينتاب، وذكر أن ولد قرا يوسف وصل إلى عينتاب فرمى فيها النار فهرب النائب منها، وأن السبب في ذلك تحريض يشبك الدويدار الذي كان أمير الحاج، وهرب من المدينة فيقال إنه اتصل بقرا يوسف وأغراه على أخذ الممالك الشامية، ثم ظهر أن ذلك ليس بحق كما سيأتي، وجمع الأمراء والخليفة والقضاة ليتشاورا في هذه القضية، فلما اجتمعوا سألهم عن البلقيني وكان قد أمرهم بأن يحضر، فعرب بأنه لم يبلغ ذلك فانزعج على بدر الدين العيني لكونه كان رسوله، واستمر ينتظره إلى أن حضر، فلما حضر عظمه، فقص عليهم قصة قرا يوسف وما حصل لأهل حلب من الخوف والجزع وجفلتهم هم وأهل حماة حتى بلغ ثمن الحمار خمسمائة درهم والأكديش خمسين ديناراً، ثم ذكر لهم سوء سيرة قرا يوسف وأن عنده أربع زوجات فإذا طلق واحدة رفعها إلى قصر له وتزوج غيرها حتى بلغت عدة من في ذلك القصر أربعين امرأة يسميهن السراري ويطأهن
نام کتاب : إنباء الغمر بأبناء العمر نویسنده : العسقلاني، ابن حجر جلد : 3 صفحه : 168