ثم المقدّم دون الناس حاجته [1] ... إني لعقد شديد العقد دسّاس [2]
فعمدا فنقّياهما، فبينا هما يقلعان ما فيها [3] إذ استخرجا حية بيضاء فابتدراها بسيوطهما [4] فقتلاها، فعدى عليهما مكانهما، فأما مرداس فخنق حتى مات مكانه، فدفن بالقريّة، وحمل حرب إلى مكة فمرض فقال لبنيه وكانوا معه: أدركوا الجانّ فاسقوه وتعاهدوه فان يعش يعش أبوكم فأخذوا الجانّ فجعلوا يتعاهدونه ويسقونه الماء وحرب في مثل ذلك فمات الجانّ، فأتى آت بني حرب وحرب في آخر رمق فقال: مات الجانّ، فقال بعض بني حرب:
بعد، فقال حرب: بعد أبوك، ثم مات مكانه، فسمعوا باكية تبكي الجانّ وتذكر حربا واسم الجانّ عمرو: (الرجز)
ويل لحرب [5] فارسا ... مطاعنا مخالسا
ويل أم عمرو فارسا ... إذ لبسوا القوانسا
كلاهما أصبحت منه ... في الحياة يائسا
أخرب حرب حصنه ... وهدّم الكنائسا
لنقتلن بقتله ... جحاجحا [6] عنابسا
لنقعدن لركبهم ... ونجلس المجالسا
العنابس أبو حرب بن أمية وعنبسة بن أمية وهو أبو سفيان وكان أكبر بني أمية وحرب بن أمية وسفيان بن أمية، فعطلت القرية وتفرق [7] الناس منها [1] في الأغاني 6/ 92: إني أقوم قبل الأمر حجته، والشطر الثاني فيه: كيما يقال ولى الأمر مرداس.
[2] الدساس: الشداد. [3] أي من الشجر، وكانت القرية غيضة شجر ملتف. [4] في الأصل: لسبوطهما. [5] في الأصل: أم عمرو، والتصحيح من الأغاني 6/ 92. [6] الجحاجح بتقديم الجيم على الحاء جمع الجحجح وهو السيد المسارع إلى المكارم. [7] في الأصل: فرق.