responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 9  صفحه : 57
وقد ضرب العرب المثل بخفي حنين عند اليأس من الحاجة والرجوع بالخيبة.
فيقال: رجع بخفي حنين. وكان حنين إسكافًا من أهل الحيرة، فساومه أعرابي بخفين، فاختلفا حتى أغضبه الأعرابي، وأراد حنين غيظ الأعرابي، فلما ارتحل أخذ أحد خفيه، فطرحه، ثم ألقى الآخر في مكان آخر، فلما مر الأعرابي بأحدهما قال: ما أشبه هذا الخف بخفي حنين ولو معه الآخر لأخذته، ومضى فلما انتهى إلى الآخر ندم على تركه الأول، فأناخ راحلته ورجع في طلب الأول، وقد كان حنين كمن له، فعمد إلى راحلته وما عليها فذهب بها، وأقبل الأعرابي وليس معه إلا خفان. فقال له قومه: ماذا جئت به من سفرك؟ قال جئتكم بخفي حنين. فذهبت كلمته مثلًا[1].
وحيث أني سأتكلم عن ملابس الجاهليين بشيء من الإطناب في أثناء حديثي عن الحرف، لذلك أكتفي بما ذكرته في هذا الموضع عن الملابس، على أمل التحدث عنها في ذلك المكان.
ومن عادة أهل "نجد" الاستصباح بـ "الداذين". مناور من خشب الأرز ليستصبح بها. وهي بنجد من شجر المظ[2].
ومصابيح القوم من الفخار، أي الطين المشوي بالنار، يوضع في بطنه زيت الوقود تتصل به فتيلة تولع بالنار، ليستضاء بها، وذلك في الأماكن التي يندر فيها استعمال الحجر. أما في الأماكن الجبلية ذات الحجر، فتستعمل كذلك المصابيح المستعملة من الحجر، وخاصة في بيوت الكبار والموسرين. ويستعملون فيها زيت الزيتون. ولا يزال بعض الناس يستعملون هذه "الضواية" في الإنارة[3]، وتعرف بـ "المسرجة" كذلك. و"السراج" هو المصباح والنبراس. و"القراط" شعلة السراج، و"الذبال" ما يحمل "السراج". ويقال: سَغْم المصباح، أي مده بالزيت. والنسيلة الفتيلة في بعض اللغات. والمشاعل القناديل والزهليق السراج في القنديل[4].
أما الأعراب، فلم يكونوا يعرفون المصابيح، ومصابيحهم نجوم السماء وضوء القمر يهتدون بها ويستلهمون منها معنى الحياة.

[1] الثعالبي، ثمار "606".
[2] تاج العروس "9/ 198"، "ددن"، اللسان "13/ 153"، "دذن".
[3] نزية مؤيد العظم "ص78".
[4] المخصص "11/ 38 وما بعدها".
نام کتاب : المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام نویسنده : جواد علي    جلد : 9  صفحه : 57
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست